من اسمي الكورسيكي، وأخيرا فبالزواج منها يمكنني أن أصبح فرنسيا تماما".
وقام بارا أيضا بتوجيه النصح لجوزيفين لتحقيق الغرض نفسه (زواجها من نابليون) لأسباب لا تزال موضع خلاف. إذ قال لها إنه رجل تشير الدلائل كلها أنه سيحقق لنفسه مركزا عاليا في العالم. ولم يهتم نابليون بأمر عشقها السابق لآخرين ولم يكن ذلك عائقا أمامه للزواج منها إذ كتب لها: "كل شيء فيك يعجبني .. حتى عندما أتذكر ما ارتكبته من أخطاء .... فالفضيلة بالنسبة لي هي ما قمت به".
وقد تزوجا في ٩ مارس سنة ١٧٩٦ على وفق إجراءات مدنية (وليس كنسية)، وشهد على وثيقة الزواج كل من تاييه وبارا ولم يحضر أحد من أقارب العروسين. وليخففا من حدة فارق العمر بينهما إذ كان نابليون في السابعة والعشرين من عمره، بينما هي في الثالثة والثلاثين، سجل نابليون أن سنه ثمانية وعشرون عاما، وسجلت جوزيفين أن سنها تسعة وعشرون عاما. وقضى العروسان ليلة الزواج الأولى في منزل العروس، لكن جوزيفين أبدت مقاومة حاسمة لا تراجع فيها فيما يتعلق بكلبها المدلل المسمى بالمحظوظ، إذ قال لها نابليون (كما روى لنا):
"هذا السيد (يقصد الكلب) أسيظل شاغلاً سرير المدام … إنني أريد منه أن يغادر السرير. لكن لم تكن هناك جدوى من مطالباتي فقد قيل لي إما أن أشارك الكلب في النوم فوق السرير، أو أن أنام في أي مكان آخر. لقد كان عليّ أن أقبل هذا الأمر لكن هذا الكلب المدلل كان أقل مجاملة مني".
ففي أسوأ لحظة ممكنة عقر ساقي عقره شديدة خلفت ندبة ظلت فترة طويلة.
وفي ١١ مارس كان نابليون ممزقا بين هذه البهجة الجديدة، وعاطفته الطاغية للسلطة والعظمة، فترك البهجة الجديدة ليقود جيشا لغزو إيطاليا في إحدى أكثر المعارك عبقرية في التاريخ.
٤ - الزوبعة الإيطالية: ٢٧ مارس ١٧٩٦ - ٥ ديسمبر ١٧٩٧ م
لقد بُسِّط الموقف العسكري بعقد معاهدات مع كل من بروسيا وإسبانيا، أما النمسا فقد رفضت السلام طالما فرنسا متمسكة بفتوحها في الأراضي المنخفضة (Netherlands)