وبينما هي تنتظر المصير نفسه عرض عليها الجنرال لازار هوش Lazare Hoche حبه، فلبت بهيت لك، فكانت من بين النبلاء كثيري العدد الذين تم الإفراج عنهم بعد سقوط روبيسبير.
ولما أصبحت تقريباً معدمة لمصادرة ثروة زوجها وكانت في الوقت نفسه حريصة على تعليم أبنائها، استغلت عينيها الزرقاوين المغريتين وجمالها الهادئ الجاذب لعقد صداقة مع تاييه وأصبحت عشيقة لبارا الصاعد نجمه، وبذا عاد إليها كثير من أموال بوهارنيه المصادرة بما فيها عربة أنيقة ومجموعة خيول سوداء. وأصبحت الآن في المرتبة الثانية بعد مدام تاييه Tallien مباشرة تأثيرا في مجتمع حكومة الإدارة وقد وصف نابليون صالونها بأنه "أكثر صالونات باريس تميزا".
وكان نابليون يحضر بعض الأمسيات في صالونها، وكان مفتونا بمفاتنها الناضجة ودلالها السهل وتصرفاتها الحلوة بشكل يفوق الوصف:"على وفق وصف أبيها المتسامح". "ولم تكن جوزيفين معجبة ببونابرت الذي بدا لها شاباً نهما ذا نظرة جائعة تنادي" بالإضافة إلى أن دخله غير قابل للزيادة. وأرسلت ابنها وكان في ذلك الوقت في الرابعة عشرة من عمره ليلتمس مساعدته لاستعادة سيف زوجها المصادر.
وكان يوجين (ابن جوزيفين) فتى وسيما بسيطا حتى أن نابليون وافق مباشرة على التدخل في الأمر، وأعاد لها السيف بالفعل، فدعته جوزيفين لتشكره ودعته لتناول الغداء عندها في ٢٩ أكتوبر، فأتى إليها وأصبح راغبا فيها أو بتعبير آخر لقد غزته وفي أوائل شهر ديسمبر سنة ١٧٩٥ لم تكتف بالخضوع بالقول لهذا الذي أصاب قلبه مرض العشق، وإنما خضعت بالفعل فقدمته لسريرها، لكنهما عزفا عن الزواج.
وفيما راح نابليون يستغرق في سرد ذكرياته في جزيرة سانت هيلينا St. Helena فقال: "إن بارا أسدى إليّ خدمة عندما نصحني بالزواج من جوزيفين لقد أكد لي أنها تنتمي إلى المجتمعين؛ القديم والجديد معا، وأن هذه الحقيقة ستكون مزيداً من الدعم لي، فقد كان منزلها هو أفضل منازل باريس، وستخلصني