بها. فنشرها جاي، وراجت، وتصاعدت حصيلة "أوبرا الشحاذ" تصاعداً ساراً، حتى قال ظريف إن التمثيلية جعلت جاي غنياً ( rich) وجعلت رتش (المدير) مبتهجاً ( gay) . وبعد أربع سنوات من انتصار الشاعر أصيب بمغص أودى بحياته.
[٥ - الرواية]
كان الحدث البارز في التاريخ الأدبي لهذه الحقبة هو ظهور الرواية الحديثة. فروايتا "كلاريسا" و "توم جونز" من الناحية التاريخية أهم من أي قصيدة أو مسرحية إنجليزية في ذلك العهد. ومنذ عام ١٧٤٠، باتساع مجال الحياة العامة وامتداده من البلاط إلى الشعب، ومن الأفعال إلى الأحاسيس، حلت الرواية محل الدراما صوتاً ومرآة لإنجلترا.
أما القصص فكانت قديمة قدم الكتابة، فللهند حكاياتها وخرافاتها؛ واليهودية ضمنت أدبها أساطير لراعوث واستير وأيوب؛ واليونان الهلنستية والأقطار المسيحية الوسيطة أخرجت رومانسيات مغامرة وحب، وإيطالية النهضة أنتجت آلاف "النوفللي " movelle ( أي المستحدثات الصغيرة)، كما في بوكاتشو وبانديللو، وأسبانية النهضة وإنجلترا الاليزابيثية كتبتا حكايات تشرد لأوغاد رائعين، وفرنسة القرن السابع عشر أثقلت الدنيا بقصص حب أطول كثيراً من الحب. وقص لساج قصة جيل بلاس، وجود ديفو حكاية المغامرة بياناً لشجاعة الإنسان؛ وسخر سويفت قصة الرحلات ليسلخ بها جلد البشر.
ولكن أكانت هذه الآثار روايات بمعناها الحالي؟ لقد أشبهت قصص القرن الثامن عشر في كونها حكايات خيالية، وامتاز بعضها بميزة الطول الذي لا شك فيه، وصور بعضها الشخوص بجهد يحاول تجسيد الواقع؛ ولكنها "ربما باستثناء كروسو) افتقدت الحبكة التي تربط بين الأحداث والشخوص في كل متطور. لقد كان في قصة "الأورونوكو" للسيدة أفرا بن (١٦٨٨)، وهي قصة عبد أفريقي، حبكة رابط، وكذلك قصص ديفو "الكابتن سنجلتون" (١٧٢٠)،