الحانة، وكان بيتشوم قد رشاهن ليشين به، فيسرقن مسدسيه وهن يدللنه، ثم يستدعين الشرطة، ونراه في سجن نيوجيت في المنظر التالي. هناك تتنافس عليه بولي وإحدى زوجاته، وتحررانه من السجن، ولكن يقبض عليه من جديد ويرسل إلى المشنقة، وفي طريقه إليها يعزي نساءه بهذه الأغنية:
"وداعاً إذن يا حبي- وداعاً يا ساحراتي العزيزات!
إني أموت راضياً- وهذا خير لكن.
هنا ينتهي كل نزاع طوال ما بقي لنا من حياة،
لأنني بهذا أرضي زوجاتي أجمعين (٧١) ".
ويظهر الآن الشحاذ المؤلف، وبفخر بأنه جعل الرذيلة تلقى ما تستحقه من عقاب، كما هي الحال في جميع التمثيليات اللائقة، ولكن ممثلاً يعترض بأن "الأوبرا يجب أن تنتهي نهاية سعيدة"(لشد ما تتغير العادات!). ويذعن الشحاذ، وينقذ ماكهيث من حبل المشنقة ويحيط عنقه بحبل آخر هو بولي، ويرقص الجميع حولهما، بينما يتساءل الكابتن، أتراه لقي مصيراً شراً من الموت.
وكان من حسن حظ جاي أن أفاد من خدمات يوهان بوش، وهو مؤلف موسيقي ألماني يقطن إنجلترا، واختار يبوش موسيقى لأغاني جاي من الألحان الإنجليزية القديمة، وكانت النتيجة رائعة. فقد استجاب الجمهور بحماسة في حفلة الافتتاح بمسرح لنكولنز إن فيلدز (٢٩ يناير ١٧٢٨) رغم ما جاء في المسرحية من هجو للرشوة والنفاق. واستمر عرضها ثلاث وستين ليلة متوالية، وفاقت في هذا كل ما سبقها من تمثيليات، وعرضها عروضاً طويلة في كبرى المدن البريطانية؛ وما زالت تشغل المسرح في قارتين، وقد حولت إلى فلم من أبهج الأفلام في عصرنا. أا الممثلة التي قامت بدور بولي فقد أصبحت معبودة الفتيان الطائشين المرحين، وتزوجت دوقاً. ولكن رجلاً من رجال الكنيسة الشديدة الاحتفال بالطقوس ندد بجاي لأنه جعل قاطع طريق بطلاً لتمثيليتهن ولأنه تركه يفلت من العقاب. فلما حاول جاي أن يخرج تتمة للتمثيلية سماها "بولي" رفض كبير الأمناء الترخيص