وعلى النقيض من هانوفر، كانت المدن الهانسيتية Hanseatic cities - هامبورج، وبريمن Bremen ولوبك Lubeck - موطناً للازدهار والرخاء والكبرياء (الاعتزاز بالانتماء). لكن العُصبة (التحالف المكوَّن من هذه المدن) كانت قد انحلّت منذ مدة طويلة، غير أن انهيار أنتورب Antwerp وأمستردام تحت الإدارة الفرنسية أدّى إلى تحويل كثير من تجارتهما إلى هامبورج وبدت المدينة الواقعة على مصب نهر إلب Elbe والتي كان سكانها في سنة ١٨٠٠: ١١٥،٠٠٠ نفس، وكأنما صُمِّمَت لخدمة التجارة البحرية ولإعادة شحن السفن بشكل ناشط. لقد كان يحكمها التجار الكبار والماليون، وكان احتكارهم محتملاً نظراً لمهارتهم ووضعهم كل الأمور في الاعتبار.
وتلهّف نابليون لضم هذه المدن التجارية لحكمه ليضمها للحظر الذي فرضه على الواردات البريطانية وليستفيد بأموالها والقروض التي يحصلها منها على حروبه فأرسل بوريين Borrienne وآخرين لوقف تدفق البضائع البريطانية إلى هامبورج، وقد أصبح هذا الوزير السابق (بورين) ثرياً بفضل تغاضيه (إغلاقه عينيه الاثنتين) وأخيراً ضم نابليون المدينة الكبيرة إلى حكمه (١٨١٠) فانزعج أهلها انزعاجاً شديداً حتى إنهم شكَّلوا جمعيات سرية لاغتياله (اغتيال نابليون) وراحوا يتآمرون كل يوم لإسقاطه.
٤ - سكسونيا SAXONY
إلى الشرق من وستفاليا وإلى الجنوب من بروسيا وُجِدت دولة ألمانية عرفها أهلها باسم Sachsen وعرفها الفرنسيون باسم ساكس Saxe كانت ذات يوم تمتد من بوهيميا Bohemia إلى البلطيق، وقد تركت هذه الدولة آثارها في الأسماء المختلفة في بريطانيا التي تنتهي بالمقطع (Sexes) هذه الدولة قد لحقها الخراب في وقت لاحق بسبب حروب الأعوام السبعة لكنها الآن (من هذه الفترة) تنعم بناخبية (إمارة: بالمعنى السابق شرحه) مزدهرة تمتد على جانبي نهر الإلب Elbe من فيتنبرج Wittenberg (التي شهدت شطراً من حياة لوثر) حتى دريسدن Dresden (باريس ألمانيا).
وفي ظل حكم فريدريك أوغسطس الثالث Frederick Augustus كناخب (elector له حق المشاركة في اختيار