الحجة بأن "كل ما يفعله فيلاسكويز يمكن اعتباره صحيحاً على الاطلاق". ثم ذهب مايير- جريفي إلى اسبانيا ملتمساً فيلاسكويز في البرادو، ولكنه عثر على الجريكو في طليطلة"، و "أنه ظل دائما في حجرة انتظار الفن" (٣٦). وفجأة اعتقد نصف العالم أن فيلاسكويز من مصوري المرتبة الثانية.
والشهرة زي من الأزياء المتقلبة، فنحن نمل تحميل أقلامنا عبارات الإعجاب القديمة، ونجد البهجة والانتعاش في أن ننبذ الأصنام البالية من خيالنا، وأن ننزل الجبابرة الذين ماتوا عن عروشهم، ونرفع آيات الحمد والثناء للآلهة جديدة نفخت فيها أصالتنا أو بعثها من رقادها صيت جديد. ولا ندري أي مكان من العظمة سيحظى به فيلاسكوزي حين يدور الزمن دورته ويغير الذوق اتجاهه من جديد.
[٥ - موريللو]
١٦١٧ - ١٦٨٢
أتى على الناس حين، أيام شبابنا المؤمن، كانت في صورة موريللو "حمل العذراء غير المدنس" تتمتع بصيت ذائع كصورة رفائيل "سيستيني مادونا"؛ أما اليوم فما من إنسان مهما قل شأنه يؤدي لها حقها من الاحترام. ذلك أن اضمحلال الإيمان المسيحي في أوربا وأمريكا قد اقتطع نصف الجمال من صور حسبنا الجمال ملازماً لها. وموريللو ضحية من ضحايا هذه التعرية.
ولكن لنبدأ بتحية لألونسو. رجل عجيب- قسيس، ومبارز، ومصور، ونحات، ومعماري، ولد في غرناطة، وهاجر إلى إشبيلية ودرس التصوير (جنباً إلى جنب مع فيلاسكويز) على باتشيكو، والنحت على مونتانيس. صمم وحفر ورسم روافد للمذبح لكلية سان البرتو وكنيسة سانتا باولا، حيث نافس ثورباران بنجاح. وحفر لكنيسة لبريخا تماثيل دينية جذبت الطلاب من خارج البلاد ليعجبوا بها ويحاكوها. وقد اشتبك في مبارزة، وجرح غريمه جرحاً خطيراً، فهرب إلى مدريد، ونال حماية أوليفارس حين تشفع له عند فيلاسكويز، وبفضل رسومه في العاصمة