للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقربها حصل على وظيفة بالبلاط. وفي عام ١٦٤٤ وجدت زوجته قتيلة في فراشها، فاتهم خادمه، ولكن تهمة القتل وجهت إليه هو. ففر مرة أخرى من النجاح، واختبأ في دير قصي، ولكن مخبأه عرف، فقبض عليه وعذب، واحتمل كل الآلام دون أن يعترف بأنه المذنب، فأفرج عنه، وبدأ من جديد. وفي عام ١٦٥١، حين بلغ الخمسين، عاد إلى غرناطة، حيث أصبح قسيساً وكاهناً من كهان الكاتدرائية، وصنع لها تماثيل وصوراً ومقارئ وأبواباً بلغت كلها من الروعة ما يغتفر له معها غروره. ولما كلفه مراجع الحسابات الملكية في غرناطة بصنع تمثال للقديس أنطوني البادوي، أنجزه على نحو أرضى هذا الموظف، ولكنه مع ذلك ساومه على ثمنه. وطلب كانو مئة دوبلون (٣. ٢٠٠ دولار؟). فسأله الموظف "كم يوماً استغرق منك صنعه" أجاب: "خمسة وعشرين" قال المحاسب، "فأنت تقدر جهدك إذن بأربعة دبلونات لليوم؟ " أجاب "أنك لا تحسن الحساب"، فقد أنفقت خمسين سنة لأصنع تمثالا كهذا في خمسة وعشرين يوماً". قال "وأنا انفقت شبابي وميراثي في دراستي الجامعية، والآن أصبحت محاسب غرناطة، وهي مهنة أشرف بكثير من مهنتك، لا أكسب في اليوم غير دوبلون واحد" وصاح به المثال "تقول مهنتك أشرف من مهنتي! فأعلم أذن أن في قدرة الملك أن يصنع محاسبين من تراب الأرض، ولكن الله يحتفظ لنفسه بخلق فنان كألونسو كانو. "، ثم هشم التمثال لفوره في سورة غضبه (٣٧). وظن الناس حيناً أن محكمة التفتيش ستسجنه، ولكن فليب الرابع بسط عليه حمايته، ومضى كانو في رسم صور وحفر تماثيل- جلها ديني- حملت عشاق عبقريته المتعددة الجوانب على أن يلقبوه ميكل أنجيلو أسبانيا. وكان ينفق مكاسبه بالسرعة التي يحصل بها عليها، على وجوه البر عادة، وتقدمت به الأيام وهو في فقر اضطر هيئة الكاتدرائية لاعتماد معونة مالية له. وقد رفض وهو على فراش موته صليبا يمثل المسيح مصلوبا قدم إليه، لأنه سيئ الحفر.