وجيوفني دي بيتشي دو ميديتشي، وأنطونيو برنكاتشيو القائم على المعبد قد شاركتا جميعاً في هذا الموكب، فقد وجدوا أنفسهم في الصورة. وحدث لأسباب لا نعرفها أن ترك مساتشيو العمل دون أن يتمه وسافر إلى روما في عام ١٤٢٥. ولم نعد نسمع عنه شيئاً بعد ذلك الوقت، وليس لنا إلا أن نظن مجرد ظن أن حادثاً ما أو مرضاً قد قضى على حياته قبل الأوان. غير أن المعاصرين قد اعترفوا من فورهم بأن مظلمات برنكاتشيو هذه كانت خطوة كبيرة في تقدم فن التصوير. ذلك أن هذه الأجسام العارية الجريئة والثياب الرشيقة، وفن المنظور المدهش، والتماثيل الواقعي للقرب والبعد، والتفاصيل الدقيقة في تشريح الجسم، واستخدم تدرج الضوء والظل لتمثيل العمق، كل هذا ينبئ بتحول فني جديد يسميه فاساري الطراز «الحديث». وأقبل كل مصور طوح يستطيع الوصول إلى فلورنس لدراسة هذه المجموعة: أقبل الراهب أنجيلكو، والراهب لبولبي Fra Lippo Lippi، وأندريا دل جستانيو Andrea del Gastagno، وفيروتشيو Verrocehio، وجرلندايو Ghirlandaio وبتيشلي، وبيروجينو Perugino، وبيرو دلا فرانتشسكا، وليوناردو، والراهب برتولوميو، وأندريا دل سارتو، وميكل أنجيلو، وروفائيل، ولم يكن لأحد من الأموات تلاميذ ممتازون كما كان لمساتشيو، ولم يكن لأحد من الفنانين منذ أيام جيتو من التفوق مثل ما كان له، وإن لم يكن هو عارفاً بنفوذه. ويقول ليوناردو إن «مساتشيو أظهر بأعماله التي وصلت إلى حد الكمال أن الذين يسترشدون في عملهم بهدى غير هدى الطبيعة، وهي السيدة العليا، يدفنون في الثرى الفقر المجدب»(٤٧).
[٢ - فرا أنجيلكو]
وظل فرا أنجيلكو وسط هذه الأساليب الجديدة المثيرة يسير في هدوء على طريقته هو طريقة العصور الوسطى. وكان مولده في قرية تسكانية