في وقت ما مع جبرتي، ولعله مال في هذه الدار العلمية إلى تلك الدقة في التشريح التي أضحت فيما بعد من مميزات صوره، ودرس كذلك المظلمات التي كان يصورها ماسولينو في معبد برانكاتشي Brancacci بكنيسة سانتا ماريا دل كارميني Santa Maria del Carmine، ولاحظ في بهجة عظيمة تجاربها في المنظور وتمثيل الصور أو اجزائها إذا ما اقتربت من الناظر إليها، ثم مثل على عمود في كنيسة الدير المعروفة باسم باديا Badia القديس أيفو Jvo شفيع بريطاني ورسم قدميه كما تبدوان إذا نظر إليهما من أسفل. لكن النظارة أبوا أن يعتقدوا أن قديسا يمكن أن تكون له قدمان بهذه الفخامة. وصور في كنيسة سانتا ماريا نوفلا قبواً ذا سقف نصف أسطواني ضمن مظلم يمثل الثالوث الأقدس، وأتقن في هذه الصورة قواعد المنظور وتناقص أجزائها إلى حد خيل إلى العين معه أنها ترى السقف كأنه غائر في جدار الكنيسة.
أما الآية الفنية الرائعة التي كانت من أهم معالم ذلك العهد، والتي جعلته معلم أجيال ثلاثة، فهي الأجزاء التي اضافها إلى مظلمات ماسولينو برانكاتشي والتي تمثل حياة القديس بطرس (١٤٢٣). وقد مثل الفنان الشاب حادثة مال الخراج بقوة جديدة في التفكير، ودق في التخطيط: فظهر المسيح في نبل صارم، وبطرس في جلال غاضب، والجابي في جسم الرياضي الروماني اللدن، وظهرت ملامح كل واحد من الرسل وثيابه، ووقفته مميزة عن غيرها في سائر الرسل. وكانت المباني، والتلال التي في خلف صورته بمرآه رسولا ملتحياً في هذا المجمع الحاشد. ودشن المعبد بينما كان هو يعمل في هذه المجموعة، وأقيم فيه حفل وسار فيه موكب جليل، وراقب ماساتشيو هذه المراسيم بعين نافذة احتفظت بصورته، ثم مثله في مظلم بأحد المقنطرات. إذ كان برونلسكو، ودوناتلو، وماسولينو،