كان هناك الكثير مما يقال من أجل المسيحية. مما قاله المدافعون عنها في قوة وحيوية، أحياناً مع سوء تقدير أعمى للعصر، وأحياناً في رقة ووضوح توقعتهما فرنسا من اللاهوت. وهناك من رجال الكنيسة من ظل يصر على أن أي انحراف عن المذهب الكاثوليكي المحدد جيب أن تعاقب عليه الدولة، وأن مذبحة سانت برثلميو عملية مشروعة مثلها في ذلك مثل أية عملية جراحية (١). ولكن هناك من قبلوا التحدي ولأخذوه مأخذ الرجال الكرام الشرفاء للأعداء أن يختاروا السلاح، وهو العقل. وكانت لفتة كريمة، فأن الدين إذا ارتضى العقل كان في هذا بداية موته وفنائه.
ونشرت فرنسا فيما بين عامي ١٧٠٥ و١٧٨٩ نحو تسعمائة كتاب دفاعاً عن المسيحية، منها تسعون في سنة ١٧٧٠ وحدها (٢). أن كتاب ديدور "أفكار فلسفة" وكتاب هلفشيوس "الذكاء"، وكتاب روسو "أميل القرن الثامن عشر"، استلزم كل منها نشر عشرة كتب لتنفيذه والرد عليه. أن الراهب هوتفيل في كتابه "الديانة المسيحية كما تثبتها الأعمال"(١٧٢٢) أكد (مثل رئيس الأساقفة ويتلي Whately بعد ذلك بقرن من الزمان) أن المعجزات التي تثبت قدسية المسيحية ثابتة بشكل موثوق قدر ثبوت الأحداث المقبولة في التاريخ العلماني. وفي مجلدين أثنين نشر الكاهن