تعبيره، وكانت تدون بسرعة في يومياتها هذه المدركات لتتذكرها، وكان هو يستخدم هذه اليوميات (لتوحي له أفكارا وأشعارا). لقد جعلت أذنيها ويديها وعينيها في خدمته، فلم تكن تمل أبدا من الإصغاء إليه وهو ينشد أشعاره، ولم تكن تمل من نسخها. أما من ناحيته هو فقد أحبها حبا عميقا - دون أن يمنع نفسه عن إقامة علاقات جنسية محرمة معها - لأنها كانت أعز مساعداته له، كما كانت لا تطلب منه الكثير، وكانت بالنسبة إليه تمثل الجزء الذي يحتاجه النبات المتسلق للتعلّق والامتداد.
وعندما عادا إلى بيتهما حيث الأسرة، وحصلا على خمسين جنيها إضافية لدخلهما السنوي، شرعا يرعيان بازل Basil ذا الأعوام الثلاثة وهو ابن بازيل مونتاجيو وسعدا لرؤية هذا القاصر الغض وهو يتحول من نبات مرتعش هش على وشك الموت إلى صبي مفعم حيوية متوردا لا يعرف الخوف إليه سبيلا.
وفي ربيع سنة ١٧٩٧ أتت صديقة دوروثي، ماري هتشنسون Mary Hutchinson من بنرث Penrith لتقيم معها حتى الخامس من يونيو. وفي السادس من الشهر نفسه اقتحم شاب في الخامسة والعشرين من عمره مسكون بالشِّعر البوابة وجاس خلال الحقل ودخل بكل قوته حياة وليم وردزورث ودوروثي وردزورث، وكان هذا استجابة لدعوة أرسلها إليه وليم وردزورث. إن هذا الشاب الشاعر هو كولردج.
٣ - كولردج COLERIDGE: ١٧٧٢ - ١٧٩٤
كولردج هو أكثر أفراد المجموعة التي نتناولها في هذا الفصل تشويقا وأكثرهم تباينا في مواهبه وتنوعا في جاذبيته، وأفكاره وقلقه ونقائصه. لقد اجتاز السلسلة كاملة من المثالية إلى كوارث في الحب والأخلاق، ونكبات في الأدب والفلسفة. وقد اقتبس من أفكار - وكلمات - مؤلفين كثيرين تأثر بهم واستوحى أفكارهم ولا يمكن لقسمٍ من فصل أن يوفيه حقه.
ولد صمويل (صموئيل) تايلور كولردج في ٢١ أكتوبر سنة ١٧٧٢ وكان هو الابن العاشر والأخير لجون كولردج ناظر المدرسة والذي كان عند مولده قسا في أوتري سانت