وحسب وردزورث أن الفوائد السنوية التي قوامها خمسون جنيها (لم تكن تدفع بانتظام) مع الأربع مائه جنيه المتبقية لن تكفي حتى مع العشرين جنيها التي تمثل دخلا سنويا لدوروثي لتمويل حلم أخته بإقامة سكن يعيشان فيه عيشة مشتركة متواضعة قوامها الشعر والحب، لكن منذ الآن قدم لهما صديق آخر هو جون بني البريستولي John Pinney of Bristol مقر إقامته المؤثث في دورست Dorset ليقيما فيه مجانا، وهناك ظلا حتى يونيو سنة ١٧٩٧ ونعما في هذا المكان بما لم يكونا يتوقعانه من راحة وخير.
إننا نصفه الآن وقد بلغ الخامسة والعشرين. شخص متوسط الطول، نحيل، منحن انحناء خفيفا، يتدلى شعره غير الكثيف وغير المرجَّل حول أذنيه وياقة قميصه، وتنظر عيناه الداكنتان الحزينتان على طول أنفه المتسائل العدواني المستفز على نحو ما. وكان سرواله ذا طابع ريفي من نسيج مزخرف بالمربعات، وكان معطفه عباءة واسعة، ولديه منديل أسود يستخدمه كرباط عنق وكان واهن الجسم لكنه كان ذا طاقه كبيرة وروح قوية وإرادة شديدة، وكان يستطيع أن يلبي حاجة ضيوفه مهما ثقلت وكان يستطيع أن يجعل نيرانه مشتعلة في الأخشاب التي جمعها من الغابة أو قطعها من أشجارها مستخدما قوة ذراعيه وضربات فأسه. لقد كان حساساً كشاعر، وعصبيا كامرأة وكان يعاني من الصداع خاصة عندما ينخرط في تأليف الشعر. وغالباً ما كان مكتئباً متقلب المزاج يميل إلى الهيبوكوندريا hypochondria (الوسواس المرضي) وكان قريب الدمع، وفكر ذات مرة في الانتحار - لكن هذا كان وسيلة معروفة في العلم للتظاهر بالشجاعة. وكان يحب المال حبا جما، معتزا بنفسه واثقا من تفوق أحاسيسه وسموه العقلي ورقيه الخلقي (متساهلاً مع ما أتاه من اتصالات جنسية لا تتسم بالمبالاة) لكنه كان متواضعا أمام الطبيعة معتزا بنفسه خادماً لها ومعبراً عنها.
أما دوروثي فكانت على نقيضه، أكسبت وجهها سمرة بكثرة مشيها تحت أشعة الشمس، ولم تكن أنانية مستغرقة حول ذاتها أو مفرطة بالإعجاب بنفسها فعكفت على خدمة أخيها ولم تكن تشك في عبقريته أبدا وجعلت بيتهما نظيفا دافئا ورعته في مرضه و"كانت تبحث عن مباهج الطبيعة وعجائبها وخوارقها بعينين متوهجتين" وذلك على حد