لقد أضير وليم ضررا شديدا، فعكف على الشعر يدرسه ويقرضه، وشعر أنه كتابع مخلص لربة الشعر والغناء (موزيه Muse) جدير بدعم الإخوة والأعمام والأخوال، وانضم إلى الراديكاليين الذين كانوا يترددون على مكتبة جونسون (لبيع الكتب ونشرها) وواصل تأييده العلني للثورة. وفي السطور الخمسين الأخيرة لإسكتشاته الوصفية Descriptive التي كتبها ونشرها في سنة ١٧٩٣ امتدح الثورة الفرنسية لا باعتبارها تحريرا لأمة فحسب وإنما باعتبارها تنطوي على تحرير الجنس البشري كله، وقد اعترف في كتابات نشرت بعد وفاته أنه:"كان يكتم سعادته لانتصارات الثورة الفرنسية حتى عندما كان آلاف الإنجليز يلقون حتفهم في ميدان المعركة دون أن يتركوا وراءهم مجداً"،
وفي أول فبراير سنة ١٧٩٣ أعلنت فرنسا الحرب على إنجلترا وفي مارس من العام نفسه وصل إلى وردزورث خطاب من أنت Annette تتوسل إليه أن يعود إليها لكن القنال الإنجليزي كان قد أغلق في وجه المسافرين المدنيين. ولم ينسها أبدا، فقد كانت ذكراها تحرق شعوره، وسنراه بعد ذلك بتسع سنين يحاول تقديم بعض الترضيات، وخلال هذه الأعوام أصبحت أنت Annette من أنصار الملكية المتحمسين، واكتشف وليم شيئا فشيئا مزايا الدستور البريطاني. لقد تضاءل إيمانه بالثورة الفرنسية عندما قطعت المقصلة رؤوس الجيرونديين في عهد الإرهاب في سنة ١٧٩٤، وكان وليم معجباً بهم. وفي نحو هذا التاريخ كان متأثرا تأثرا شديدا بكتاب جودوين عن العدالة السياسية Enquiry Concerning Political Justice لقد شجع هذا الكتاب اتجاهه الراديكالي لكنه أثر في تحذيره من الثورات التي يشعل الثوريون نيرانها.
وفي سنة ١٧٩٥ قابل جودوين نفسه وأعجب به ودعي سبع مرات في هذا العام إلى منزل الفيلسوف الشهير. وحتى عندما أصبح هو محافظا متحمساً للاتجاه المحافظ ظل على صداقته لجودوين حتى فرق الموت بينهما (١٨٣٦). وفي سنة ١٧٩٥ أوصى له ريزلي كلفرت Raisley Calvert بتسعمائة جنيه، فزاده هذا اعتدالا ووقارا لكنه أقرض - بطيش - ثلاثمائة جنيه من هذه الثروة لصديقه المتلاف سيئ السمعة بازيل مونتاجيو Basil Montagu كما أقرض لصديق مونتاجيو الحميم المدعو تشارلز دوجلاس Douglas مائتي جنيه - وفي كلتا الحالتين لم يكن هذا الرهن ليدر أكثر من ١٠%،