المجال المدني أو السياسي، فاستقر في أورليان Orleans لدراسة الفرنسية، هذه اللغة الفاتنة خاصة إذا تحركت بها شفاه النساء. ووجد هذه اللغة رائعة جذابة، ومما زاد من هذه الروعة وتلك الجاذبية أنه تلقاها على يد أَنِت فالون Annette Vallon الشابة دافئة القلب دافئة الدماء التي لم تكتف بتعليمه الفرنسية وإنما وهبته جسدها أيضا. ولم يقدم لها مقابل هذا إلا شبابه فقد كان في الواحدة والعشرين بينما كانت هي في الخامسة والعشرين. وعندما ظهرت عليها بوادر الحمل ظنت أنها جديرة أن تكون زوجة له، ولكن وليم تساءل: أيستطيع هو - الذي يعرف من اللاتينية أكثر مما يعرف من الفرنسية أن يكون زوجاً في فرنسا، وهل تستطيع هي، وهي كاثوليكية وثنية Pagan Catholic أن تعيش في إنجلترا البيوريتانية Puritan (التطهرية)؟
وفي ٢٩ أكتوبر سنة ١٧٩٢ تركها في أورليان واتجه إلى باريس وقبل مغادرتها وقع مستنداً يخول السيد م. دفور M. Dufour أن يقوم بدور الأب الغائب عند تعميد الطفل المرتقب الذي ستنجبه أنت Annette وفي ١٥ ديسمبر أنجبت طفلة أطلق عليها اسم كارولين.
وانخرط وردزورث وهو في باريس في هذا الوقت في وقائع الثورة، فحضر اجتماعا لليعاقبة Jacobin Club وزار الجمعية التشريعية وكون صداقات مع الجيرونديين Girondins . لقد دهمته حمى العصر (المقصود أحداثه الساخنة) فوجد نفسه في وسط أحداث صنعت التاريخ وهزته:
- أن تكون على قيد الحياة في فجر هذه الأحداث، فتلك نعمة،
- أما أن تكون شابا فقد أدركت الفردوس بعينه!
ووصله خطاب من أخيه ريتشارد يرفض تقديم مزيد من الدعم المالي ويصر على عودته السريعة. ولم يعرض عليه الثوار دعما فعبر إلى لندن وحاول تحسين الأمور المالية للأسرة، وظل الأخ ريتشارد صارماً رغم حبه. أما العم وليم كوكسون Cookson وكاهن فورنست ومضيف دوروثي (أي الذي تقيم عنده دوروثي) فقد أوصد أبوابه في وجه هذا الشاب الذي كان يقدم له الدعم المالي لمواصلة تعليمه ليكون رجل دين فإذا به الآن يتحول فيما يبدو إلى يعقوبي كسول.