الشمس. وفي ٢٧ نوفمبر عبر مرة أخرى بمفرده إلى فرنسا.
لقد كانت الثورة الفرنسية وقت وصوله إلى فرنسا هذه المرة في أجمل وأرق مراحلها، لقد كانت الثورة قد صاغت دستورها الليبرالي وتم إعلان حقوق الإنسان للعالم، فإلي أي حد كان شاب صغير لازال يتمرغ في مهاد الفلسفة، يستطيع أن يقاوم هذه الدعوة للعدالة والأخوة العالمية (على مستوى العالم)؟ لقد كان يصعب كثيرا على دارس فقير لحقه بعض الضرر من اللوردات وذوي الألقاب الطبقية (سير جيمس لوثر) أن يدين هؤلاء الفرنسيين الذين وصفهم بعد ذلك في مستهل ترجمته الذاتية (كتابته عن تاريخ حياته):
- هؤلاء الفرنسيون الذين يعرضون أموراً علينا النظر إليها،
- إنهم يعرضون جمهورية حيث يكون،
- كل الناس فيها - إلى حد كبير - سواء،
- يقفون على أرضية مشتركة
- لنصبح جميعا إخوة
- متساويين في الكرامة والشرف لنكوّن مجتمعا
- واحدا كريما وشريفا،
- مجتمعا واحداً يضم السادة والدارسين، ولا تغدو
-هناك فوارق
- ويقل شأن الألقاب والثروة
- أمام المواهب والجدارة والحرف (الصناعات) المزدهرة.
وعندما وصل إلى فرنسا تأثر بحماسة أمةٍ تفزع إلى السلاح لمواجهة تهديدات الدوق برونسفيك Brunswick بسحق الثورة وتسوية باريس بالأرض إن قاومته. وعقد صداقة مع أحد ضباط جيش الثوار ميشيل دي بوبوى Michel de Beaupuis الذي كان ينتمي بحكم ميلاده إلى طبقة النبلاء، لكنه يشعر الآن بضرورة الدفاع عن فرنسا ضد الغزاة. لقد حرك هذا الانفلات من أسر الطبقية مشاعر وردزورث وأوحى له أن يكون مفيدا لخدمة قضية الثورة، لكنه شعر أنه أوهن من أن يحمل سلاحا وأن ما يعرفه من اللغة الفرنسية لا يؤهله