على تنبيه الملوك إلى واجباتهم، فاسمحوا لي اليوم أن أنبه الشعب إلى أخطائه" فأشار إلى أن طغيان الأهالي قد يكون قاسياً وجائراً قدر طغيان الملوك وجورهم. ودافع عن حق رجال الدين في التبشير بعقيدتهم، مادام معارضوهم يتركون أحراراً في التعبير عن آرائهم. واحتج على القوانين التي تفرض دين دولة ما وعلى إعتداء الجماهير على القساوسة. وأغرى روبسبير بالسماح للرجل العجوز بتفادي المقصلة، ولكن الحكومة صادرت ممتلكات رينال ومات فقيراً معدماً (١٧٦٩) وسط انتصارات الثورة وإرهابها.
[٣ - دي هولباخ]
أ - الملحداللطيف
كان أحب جماعة الفلاسفة إلى باريس ألماني ولد (١٧٣٣) في اديشيم في أمارة سبيير Speyer الأسقفية (في بافاريا) وعمد باسم بول هنريخ ديتريش غون هولباخ، ونشأ كاثوليكياً. وجمع جده ثروة من إدخال عرق الذهب من هولند إلى فرساي. وفي ليدن درس بول العلوم وتعلم اللغة الإنجليزية. وبعد صلح أكس لاشبيل (١٧٤٨) استقر به المقام في باريس وأصبح من رعايا فرنسا وتزوج من أسرة من خبراء المال، وحصل على النبالة باستثماره ١١٠. ٠٠٠ جنيه بفائدة ٥% في شركة سكرتيري الملك. وسماه المحيطون به "البارون" لأنه كان يمتلك في وستفاليا ضيعة تدر عليه ستين ألف جنيه سنوياً. وبلغت جملة دخله السني مائتي ألف جنيه. ويقول موريليه أنها ثروة لم يستغلها أحد استغلالاً أشرف ولا أنفع منه للعلم والفن (٨٣) وكان يرعى موريفو وغيره من الكتاب أحسن رعاية (مثل دور ما سيناس بالنسبة لهم، وهو راعي هوراس وفرجيل في القرن الأول ق. م) وجمع مكتبة ضخمة ولوحات ورسومات وعينات ونماذج للتاريخ الطبيعي.
وأصبحت داره كما وصفها أحد الظرفاء "مقهى أوربا" وجعلت منه