الهنود وإعجاب المتحررين الأوربيين بحضارة الصين. وزخرت المجلدات المسهبة بالموضوعات والأفكار الرئيسية في عصر الاستنارة: مقت الخرافة وحرفة الكهانة وبغض تسلط الدولة والكنيسة على الحياة والفكر. وأيد رينال فكرة أن الكثلكة كانت خداعاً أو دجلاً جمع في الحكام والكهنة قواهم ليدعم كل فريق منهم الأخر عن طريق الأساطير والخرافات والمعجزات والدعاية والظلم والمذابح. وأهاب بحكام أوربا أن يحلوا أنفسهم من أي ارتباط بالكنيسة، ويسمحوا بحرية الكلام والنشر، ويمهدوا الطريق للحكومة الديمقراطية. ولم تنج البروتستنتية منه، حيث قال أنها كذلك ارتكبت جريمة التعصب. ووصف تعصب البيوريتانيين في إنجلترا الجديدة واضطهاد السحرة في سالم Salem ( مدينة في ماساتشوست).
وعلى الرغم من الوقت الطويل الذي قضاه رينال في إعداد كتابه، فأنه قضى عليه بالأهمال في زوايا النسيان نتيجة لما ورد فيه من أخطاء. إنه لم يتحر الحقائق فأعتبر الأساطير تاريخاً، وأهمل تواريخ الأحداث، ولم يورد أسماء المراجع الموثوقة، وشوش المادة وأفسدها، واستخدم ديدرو (أو سمح لديدرو أن يشغل نفسه في كتابة الخطب المسرفة والنداءات العاطفية مما لا يكاد يليق بمؤلف في التاريخ ولكن هذه لم تكن عصور تجرد أو نزاهة، فالكتاب كان سلاحاً، ولا يجوز إضعاف قوته بعرض الجوانب المتعارضة فإن الحرب كانت حرباً وصراعاً. وهكذا قدرت الحكومة الفرنسية فأصدر برلمان باريس أمراً بإحراق الكتاب، كما صدر الأمر إلى رينال بمغادرة فرنسا، فهرب إلى الأراضي الواطئة، ولكنه رأى ضماناً للأمن والسلامة أن يعود في عام ١٧٨٤ في عهد أكثر ملوك البوربون اعتدالاً.
وكان رينال من الفلاسفة للقلائل الذين شهدوا الثورة الفرنسية وعمروا بعدها، ورأى عنف الثورة واستخدامها لكل وسائل التعصب وعدم التسامح القديمة. وفي ٣١ مايو ١٧٩١ وهو سن الثامنة والسبعين وجه إلى الجمعية التأسيسية رسالة يحذرها من التطرف، فكتب يقول "لقد تجرأت لأمد طويل