متاعبهم في عام ١٩٣٣ م. ولم تستمر هذه الطريقة إلا ريثما زالت الضائقة؛ ولكن اختراع الطباعة بالقوالب أغرى الحكومة على أن تستخدم هذه الطريقة الجديدة في عمل النقود، فشرعت ولاية سشوان شبه المستقلة في عام ٩٣٥ م والحكومة الوطنية في شنجان عام ٩٧٠ تصدران النقود الورقية. وأسرفت الحكومة في عهد أسرة سونج في إصدار هذه النقود، فنشأ من ذلك تضخم شديد قضى على كثير من الثروات (٥٩).
ويقول ماركو بولو عن خزائن كوبلاي خان:"إن دار السك الإمبراطورية تقوم في مدينة كمبلوك (بيكين)، وأنت إذا شاهدت الطريقة التي تصدر بها النقود قلت إن فن الكيمياء أتقن أتقاناً لا إتقان بعده، وكنت صادقاً فيما تقول. ذلك أنه يصنع نقوده بالطريقة الآتية"، ثم أخذ يستثير سخرية مواطنيه وتشككهم فيما يقول وعدم تصديقهم إياه فوصف الطريقة التي يؤخذ بها لحاء شجر التوت فتصنع منه قطع من الورق يقبلها الشعب ويعدها في مقام الذهب (٦٠). ذلك هو منشأ السيل الجارف من النقود الورقية الذي أخذ من ذلك الحين يدفع عجلة الحياة الاقتصادية في العالم مسرعة تارة ويهدد هذه الحياة بالخراب تارة أخرى.
[٣ - المخترعات والعلوم]
البارود - الألعاب النارية والحروب - ندرة
المخترعات الصناعية - الجغرافية - الرياضيات -
الطبيعة - "فتح شوى" - الفلك - الطب - تدبير الصحة
لقد كان الصينيون أقدر على الاختراع منهم على الانتفاع بما يخترعون. فقد اخترعوا البارود في أيام أسرة تانج، ولكنهم قصروا استعماله وقتئذ على الألعاب النارية، وكانوا في ذلك جد عقلاء؛ ولم يستخدموه في صنع القنابل اليدوية وفي الحروب إلا في عهد أسرة سونج (عام ١١٦١ م). وعرف العرب ملح البارود (نترات البوتاسا) - وهو أهم مركبات البارود- في أثناء