كان يناهز الثمانين في ١٧٧٤، وكانت تغشاه نوبات إغماء في هذه السنين ونحن نسميها حالات بسيطة من النقطة، وقد سماها هو إنذارات صغيرة ولم يعبأ بها، لأنه وطن نفسه على الموت منذ أمد بعيد، ولكنه عمر واستمتع بإعجاب الملوك والملكات. فقد وصفته كاترين الكبرى بأنه "أشهر رجال عصرنا"(١). وكتب فردريك الأكبر في ١٧٧٥ "أن الناس يتزاحمون ويتجاذبون على شراء تماثيل فولتير النصفية بمصنع البرسلان" في برلين "حيث لا ينتجون التماثيل بسرعة تكفي لتلبية الطلب عليها"(٢). وكانت فرنيه قد أصبحت منذ زمان كعبة يحج إليها المثقفون الأوربيين، أما الآن فكانت مزاراً دينياً تقريباً. فاستمع إلى مدام سوار عقب زيارتها لها في ١٧٧٥ تقول:"لقد رأيت مسيو فولتير، أن نشوات القديسة تريزا لم تفق قط تلك التي استشعرها وأنا أرى هذا الرجال العظيم. فقد بدا أنني في حضرة إله، إله محبوب معبود، استطعت في خاتمة المطاف أن أعرب له عن كل عرفني وكل احترامي"(٣). وحين مر بجنيف عام ١٧٧٦ كاد يخنقه المتحمس الذي التف حوله (٤).
وقد واصل اهتمامه بالسياسة والأدب حتى في ثمانيناته. فحيا ارتقاء