للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قيادياً وانصرفت الصور- حتى المأخوذ منها من الكتاب المقدس- إلى موضوعات مثل سوسنة والشيوخ، أو زوجة فوطيفار تراود يوسف، أو بثشبع في حمامها. وتراجع التصوير الألماني بعد موت كراناخ فترة قرين من الزمان وارتد وراء قوى اللاهوت والحرب.

[٥ - الطراز التيودوري]

١٥١٧ - ١٥٥٨

بدأ حكم هني الثامن برائعة من روائع الفن القوطي في كنيسة هنري السابع، وانتهى بمعمار النهضة المتمثل في القصور الملكية، وكان تغير الطراز انعكاساً صحيحاً لانتصار الدولة على الكنيسة. وتعطلت العمارة الكنسية زهاء مائة عام نتيجة لهجوم الحكومة على الأساقفة والأديار والموارد الكنسية.

كان هنري السابع وهو يتوقع موته قد خصص ١٤٠٠٠٠ جنيه (١٤. ٠٠٠. ٠٠٠ دولار؟) لبناء كنيسة صغيرة للسيدة العذراء في دير وستمنستر لتحوي قبره. وهي رائعة فنية، لا في بنائها بل في زخرفها، ابتداءً من المقبرة ذاتها إلى الخصلة الحجرية المتشابكة في القبو المرحي، التي وُصِفت بأنها "أعجب ما صنعته يد الإنسان في فنون البناء". ولما كان تصميم الكنيسة قوطياً وزخرفها ينتمي إلى طراز النهضة، فإن فيها تتجلى بداية الطراز التيودوري أو المنمق. ولم يلبث هنري الثامن، الإنساني الشاب، أن افتتن بالأشكال المعمارية الكلاسيكية، فاستقدم هو وولزي عدة فنانين إيطاليين إلى إنجلترا. وكلف أحدهم وهو بييتر وتوريجيانو بتصميم مقبرة والديه. ومن ثم أفاض المثال الفلورنسي على التابوت المصنوع من الرخام الأبيض والحجر الأسود زخارف مسرفة سواء بالحفر أو البرونز المذهب: أشخاص ممتلئو الأبدان، وأكاليل زهر غاية في الرشاقة، ونقوش بارزة للعذراء وشتى القديسين، وملائكة جالسين على قمة المقبرة مادين أرجلهم الجميلة في الفضاء،