في ١٧٥٠ بلغ سكان المستعمرات الإنجليزية في أمريكا الشمالية قرابة ١. ٧٥٠. ٠٠٠ نسمة، أما سكان إنجلترا وويلز فكانوا نحو ٦. ١٤٠. ٠٠٠ (٩٣) ولما كان معدل النمو في المستعمرات أعلى بكثير منه في الوطن الأم، فإن المسألة لم تكن إلا مسألة وقت حتى يتمرد الابن على أبيه. وكان مونتسكيو قد تنبأ بأن هذا سيحدث في ١٧٣٠، بل إنه تنبأ بالضبط بأن الانفصال ستسببه القيود المفروضة على التجارة الأمريكية. وحوالي ١٧٤٧ تنبأ المركيز دارجنسن بأن المستعمرات ستثور على إنجلترا وتكون جمهورية وتصبح إحدى الدول العظيمة. وبعد أن انتزعت إنجلترا كندا من فرنسا في حرب السنين السبع بقليل قال فرجين لرجل إنجليزي:"ستندم إنجلترا سريعاً على أنها أزالت الكابح الوحيد الذي يستطيع أن يبقي على خوف مستعراتها. فهي لم تعد في حاجة لحمايتها، وستطالب إنجلترا المستعمرات بالمساهمة في الأعباء التي عملت على إثقالها بها، وسترد المستعمرات بالقضاء على كل تبعية لإنجلترا"(٩٤).
وكان التاج البريطاني يدعى سلطة نقض القوانين التي توافق عليها مجالس المستعمرات. ولم يلجأ كثيراً لاستعمال تلك السلطة، ولكن حين وافق مجلس كارولينا الجنوبية على قانون يفرض ضريبة باهظة على استيراد العبيد، "لشعوره بالخطر الاجتماعي والسياسي العظيم الناجم عن تكاثر العبيد الهائل في المستعمرة" ألغى التاج القانون لأن "تجارة العبيد من أربح فروع التجارة الإنجليزية"(٩٥) أما في الشئون الاقتصادية فقد ادعى البرلمان حق التشريع للإمبراطورية البريطانية كلها، وكانت قوانينه عادة تحابي الوطن الأم على حساب المستعمرات. وكان هدفه جعل أمريكا مصدراً للسلع التي لا تنتج بسهولة في إنجلترا، وسوقاً للمصنوعات البريطانية (٩٦). وقد ثبط نمو صناعات المستعمرات التي ستنافس صناعات إنجلترا فحظر على سكان المستعمرات صناعة الأقمشة، والقبعات، والبضائع الجلدية، والمنتجات الحديدية (٩٧). وهكذا أعلن ايرل شاتام، الذي كان فيما خلا هذا كبير