الودللمستعمرات، أنه لن يسمح بأن يضع مسمار واحد في أمريكا دون إذن البرلمان (٩٨). ومنعت المستعمرات من إنشاء أفران الصلب أو مصانع القاطرات.
وفرضت قيود عديدة على التجار الأمريكيين فهم لا يستطيعون شحن البضائع إلا في السفن الإنجليزية، ولا بيع التبغ والقطن والحرير والبن والسكر والأرز وكثير غيرها من السلع إلا للممتلكات البريطانية، ولا استيراد البضائع من القارة الأوربية إلا بعد أن ترسي على ساحل إنجلترا، وبعد أن تدفع مكس الميناء، ثم تنقل إلى سفن بريطانية. وحماية لتصدير المصنوعات الصوفية الإنجليزية إلى المستعمرات الأمريكية، حرم على تجار المستعمرات بيع مصنوعات المستعمرات الصوفية خارج المستعمرة التي أنتجتها (٩٩). وفرض البرلمان ضريبة باهظة (١٧٣٣) على واردات أمريكا من السكر أو الدبس (المولاس) المجلوبة من أي مصدر غير مصادر البريطانية. وتفادى المستعمرون لا سيما في مساتشوستس بعض هذه اللوائح بالتهريب، وببيع الغلات الأمريكية خفية للأمم الأجنبية؛ وحتى الفرنسيين أثناء حرب السنين السبع. ولم يمتثل لشرط المرور بالثغور الإنجليزية إلا عشرة في المائة أو نحوها من كميات الشاي التي تستوردها سنوياً للمستعمرات الأمريكية؛ وجملتها ١. ٥٠٠. ٠٠٠ رطل. وكان قدر كبير من الوسكي الذي تنتجه معامل تقطير مساتشوستس في ١٧٥٠، وعددها ثلاثة وستون، يستعمل السكر والمولاس المهربين إليها من جزر الهند الغربية الفرنسية (١٠١).
وتبريراً لهذه القيود قال البريطانيون أن الأمم الأوربية الأخرى فوضت نطيرها على مستعمراتها، حماية لأهلها أو مكافأة لهم، وأن الغلات الأمريكية تتمتع باحتكار فعلي للسوق الإنجليزية بفضل إعفائها من رسوم الاستيراد، وأن إنجلترا جديرة ببعض العائد الاقتصادي نظير تكاليف الحماية التي وفرتها بحريتها لسفن المستعمرات، وجيوشها للمستعمرين ضد الفرنسيين والهنود في أمريكا. وكان طرد القوة الفرنسية من كندا والقوة الأسبانية من فلوريدا قد حرر الإنجليز من أخطار طالما هددتهم، ومن ثم شعرت إنجلترا أن لها