Piacenza وجواستالا Guastalla، فصحبها نيبرج Niepperg وشاركها في الحكم. وفي سنة ١٨١٧ ولدت له طفلة. وعلم نابليون بهذا في سانت هيلينا لكنه لم يُزح صورتها المعلقة على جدار غرفته في لونجوود، وذكرها في وصيته - كما رأينا - بود، وبعد موت نابليون تزوجت نيبرج وعاشت معه على ما يبدو بإخلاص حتى موته في سنة ١٨٢٩. وتزوجت مرة أخرى في سنة ١٨٣٤ وماتت في سنة ١٨٤٧. وإذا وضعنا الظروف المحيطة بها، فإنها تبدو امرأة صالحة لا تستحق إهمال ذكرها.
أما ابنها من نابليون المسمّى ملك روما (وهو اللقبَ التقليدي لوارث الإمبراطورية الرومانية المقدسة) والعُقاب الشاب " L'Aiglon" فقد تم فصله عن أمّه عند مغادرتها باريس وأعيد تعميده باسم دوق رايخشتادت Duke Reichstadt وأصبح في بلاط فيينا لينشأ في ظل تقاليد الهابسبورج Hapsburg وتحت إشرافهم الكامل. وظل مخلصا لذكرى أبيه وراح يحلم أن يستعيد مملكته يوما، وكان يعاني من المرض الذي عاوده مرارا، ومات بالسل في قصر شونبرون Schonbrunn في فيينا في ٢٢ يوليو ١٨٣٢ وهو في الواحد والعشرين من عمره.
[٢ - العودة إلى رحاب الوطن]
حتى وإن تلاشت ظواهر الأحداث من ذاكرة الفرنسيين فإن صورة نابليون نفسه أخذت شكلا حيا جديدا في ذاكرتهم وخيالهم. فكلّما التأمت الجروح بفعل الزمن، وكلما تم تعويض الملايين الذين ذهبوا للحرب ولم يعودوا، فامتلأت الحقول والدكاكين من جديد، وزاد عدد أفراد الأسر، بدت صوت عصر نابليون أكثر تألقا وبطولة بشكل لا مثيل في التاريخ المدني (أي بصرف النظر عن الوقائع الدينية في التاريخ). إننا نجد - بادئ ذي بدء - أن الجنود القدماء راحوا يتذكرون أعمالهم البطولية ومآثرهم وينسون معاناتهم. لقد راقت لعيونهم انتصارات نابليون وقلما كانوا يلومونه لهزيمته.
لقد أحبوه ربما كما لم يحب جنود قائدهم في وقت من الأوقات. لقد أصبح رامي القنابل المعمّر الذي حارب مع نابليون هو حكيم قريته تخلّده آلاف القصائد والحكايات والأغاني. ففي القصة الشعرية التي تحمل عنوان (العَلَم القديم Le Vieux Drapean) ومئات غيرها وجدنا Pierre de Beranger) (١٨٥٧