-١٧٨٠) يمجدّ نابليون ومعاركه ويهجو النبلاء المستبدين والأساقفة النَّهِمين لتملّك الأراضي لدرجة أحنقت حكومة البوربون فسجنته (١٨٢١ - ١٨٢٨) وكتب فيكتور هوجو Hugo قصيدته (Ode to the Column) يحتفي فيها بعمود فيندوم Vendome ودلالته التاريخية متوجاً بتمثال نابليون الذي أُزيح سنة ١٨١٥ ثم أُعيد سنة ١٨٣٣. أما بلزاك Balzac في عمله (طبيب المعركة)(١٨٣٣) فقد صوّر لنا بشكل مُفعم حيوي جندياً محنّكا غيورا يشجب البوربون Bourbon لإصدارهم تقريرا يفيد أن نابليون قد مات. هذا لم يحدث، فالعكس هو الصحيح فمن المؤكد أن نابليون ما زال حيا، وأنه كان ابنا لله جعله أبا للجنود. أما ستندهال Stendhal فلم يكتف بأن بث في رواياته مديحا لنابليون، وإنما أصدر في سنة ١٨٣٧ كتابه حياة نابليون يلخص لنا فحواه (فحوى كتابه) في المقدمة حيث يقول:
"ليس في قلبي حب إلا لنابليون وقال عن نابليون إنه أعظم من عرفته البشرية منذ قيصر".
وربما قبل نابليون هذا الإطراء مع شيء غير مؤكد بالنسبة إلى قيصر (دكتاتور روما القديمة)، فلم يكن نابليون ليفقد الأمل في أن تعود فرنسا إلى أيامه (أيام قيصر). وكان نابليون قد راح يعزّي نفسه في منفاه بأن يؤدي امتعاض الفرنسيين Gallic بسبب نفيه وسجنه إلى أن يصبحوا مخلصين له ثانية. لقد قال لأوميرا O'Meara:
" ستكون هناك ردّة فعل لصالحي بعد أن أرسلوني للمنفى. إن استشهادي (كوني ضحية) هو الذي سيعيد تاج فرنسا لأسرتي … قبل انقضاء عشرين سنة عندما أكون قد وُوريتُ الثرى، سترى ثورة أخرى في فرنسا".
وقد تحقَّقت النبوءتان.
ومن هنا فقد أملى مذكراته لتبقى على صورته حية، وقد حقَّقت أغراضها جيدا. وقد تم تهريب مذكراته عن معركة واترلو التي أملاها على جورجو Gourgaud من جزيرة سانت هيلينا، وتم نشرها في باريس سنة ١٨٢٠، وذكر لنا لا كاس أن نشرها كان نبأ مثيرا وأنه أحدث ضجة. وفي عامي ١٨٢١ - ١٨٢٢ صدرت في فرنسا ستة مجلدات أخرى من سيرته