للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تكتسب، ومن "ندوة العقل" تلك، قامت هذه المضيفة الكريمة الطموح بنحو عشرين حملة ناجحة لإدخال من بسطت عليهم حمايتها في عضوية الأكاديمية الفرنسية. لقد كانت واحدة من مئات النساء المهذبات، المثقفات، المتحضرات، اللائي يجعلن تاريخ فرنسا أكثر القصص فتنة في العالم.

٦ - فاتّو والفنون

عكست ثورة في الفن ذلك التغيير الذي طرأ على السياسة والأخلاق فبعد أن انهارت سياسة لويس الرابع عشر الإمبريالية في حرب الوراثة الأسبانية (١٧٠٢ - ١٣)، تحولت روح فرسا من دماء المجد الحربي إلى مباهج السلام. فلم يجد مزاج العصر حاجة لكنائس الجديدة، بل وجد الحاجة أكثر للقصور المدنية كالأوتيل ماتينيون وقصر بوربون (١٧٢١ - ٢٢). وإذا استثنينا هذه العمائر الضخمة، وجدنا أن المساكن والحجرات أصبحت الآن أصغر حجماً، وحليتها أكثر رقة وصقلاً. وبدأ الباروك يتحول إلى الروكوك (١)، أي أن طراز الأشكال غير المنتظمة والحلية الكثيرة غلبت عليه أناقة تكاد تكون هشة، تصل إلى حد الخيال الجامع العابث الذي لا يمكن التنبؤ به. وأصبح الولع بالصقل البديع، والألوان الزاهية، وتطويرات التصميم المدهشة، طابعاً لطراز الوصاية. وتلاشت الطرز الكلاسيكية تحت فرحة الثنايا الأنيقة، وأخفيت الأركان، ونقشت الحلي والقوالب المعمارية في إسراف. وهجر النحت فخامة فرساي الأولمبية إلى صور أصغر، صور الحركة الرشيقة والإغراء العاطفي. وتجنب الأثاث الزوايا القائمة والخطوط المستقيمة، واستهدف الراحة أكثر من الوقار. فظهر الآن مقعد الشخصين ذو المسندين، وهو المقعد المصمم للصديقين والحبيبين اللذين يكرهان عاطف البعد. وأرسي شارل كرسان كبيران نجاري الوصي، طراز أثاث عصر الوصاية بما حوى من مقاعد، وموائد، ومكاتب وخزائن ذات أدراج ومرايا، تسطع بتطعيم الصدف وتشرق بالجمال المتّعمد.


(١) ربما كانت هذه الكلمة rococo أصلها rocaille وهو لفظ استعمل في فرنسا في القرن السابع عشر للدلالة على بناء المغارات أو تجميلها بالصخور والأصداف.