للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(Euryanthe) الذي عرض للمرة الأولى في فيينا سنة ١٨٢٣، لكن روسينى Rossini كان لتوه قد غزا فيينا ولم تعد موسيقى فيبر الأكثر رقة وذكاء تجذب الناس. أدى هذا الفشل - بالإضافة إلى تدهور صحته - إلى إصابته بالإحباط فتوقف - أو كاد - عن التأليف الموسيقي طوال عامين.

ثم عرض عليه تشارلز كمبل Kemble مدير مسرح حديقة كوفنت Covent Garden Theatre ألف جنيه لكتابة أوبرا لدار أوبرا فيلاند Wieland وأن يأتي إلى لندن للتعاقد معه. فعمل فيبر Weber بحماس شديد لكتابة هذه الأوبرا ودرس الإنجليزية بجدية ومثابرة حتى إنه عندما وصل إلى لندن لم يكن يستطيع كتابة الإنجليزية فقط وإنما التحدث بها أيضا وبشكل جيد. وفي العرض الأول (٢٨ مايو ١٨٢٥) حقق نجاحا هائلا حتى إن المؤلف السعيد وصف هذه الليلة لزوجته في اليوم نفسه:

"لقد حققت هذا المساء أعظم نجاح في حياتي .. عندما بدأت الأوركسترا كان المسرح غاصاً حتى السقف وصفق الحاضرون بحماس شديد عندما دخلت، وطوحوا بالقبعات والمناديل في الهواء وبعد نهاية العرض دعيت إلى خشبة المسرح .... فاتجهوا إلي جميعا، وكان كل من أحاطوا بى سعداء".

لكن أعماله التي عرضت بعد ذلك لم تلق مثل هذا الاستحسان، وفي ٢٦ مايو ١٨٢٦ فشل - بشكل محزن - حفل موسيقي لصالحه (لتقديم العون المالي له) وبعد ذلك بأيام قلائل لزم المؤلف المحبَط (بفتح الباء) والمرهق سريره إذ تفاقم عليه داء السل (ذات الرئة) فمات في ٥ يونيو بعيدا عن وطنه وأسرته.

[٩ - المسرح]

كان في كل مدينة ألمانية - تقريبا - مسرح لأن الناس الذين أرهقتهم الحقائق نهارا يرتاحون إلى الخيال مساء. وكان في بعض المدن فرق مسرحية دائمة كما هو الحال في هامبورج، ومينز وفرانكفورت وفيمار وبون وليبزج وبرلين. وكانت هناك مدن أخرى تعوّل على الفرق الجوالة وتقيم مسرحا مؤقتا عند وصول إحدى هذه الفرق. وحقق مسرح مانهيتن أفضل شهرة لجودة عروضه وبراعة ممثليه، كما كان مسرح برلين