المشارب والأهواء، وليس فقط تحقيق انجاز موسيقي، فأصبح له أصدقاء مخلصين وأعداء مفرطين في العداوة، وراح ينفق بسفه ويشرب الخمر بطيش، وخلط بين زجاجة حمض النيتريك وزجاجة النبيذ، فشرب قدراً من حمض النيتريك قبل أن يُدرك أنه يبتلع ناراً، فأُضير ضرراً دائماً في حنجرته وحباله الصوتية ولم يعد يستطيع الغناء، بل أصبح لا يستطيع الكلام إلا بصعوبة، وفقد وظيفته بعد ذلك بعام، وراح يعول نفسه وأباه وعمته من المبالغ التي يحصلها من الدروس، وأصبح وضعه خطرا، واقترب من اليأس إلى أن عرض الدوق يوجن Eugen (من فيرتمبرج Wurttemberg) على ثلاثتهم مكانا للإقامة في مقر إقامته Schloss Karlsruhe في سيليزيا (١٨٠٦)
لكن تمزيق نابليون لبروسيا وإلحاقه الخراب بميزانيتها أثرا على الدوق فلحق به الخراب بدوره، واضطر فيبر Weber ليطعم نفسه وأباه وعمته لهجر الموسيقي لفترة وعمل كسكرتير للدوق لودفيج Ludwig (من فيرتمبرج) في شتوتجارت وكان هذا اللورد عربيدا مسرفا فاسقا غير أمين، فترك تأثيرا سيئا على كارل الذي ارتبط عاطفيا بالمغنية مارجريت لانج Margarethe Lang لكنه فقدها، ففقد بفقدها مدخراته وصحته لكن أسرة يهودية في برلين أنقذته من الفسوق - إنهم آل بير Beers تلك الأسرة التي أنجبت ميربير Meyerbeer، وأعاده الزواج إلى حالة الاتزان لكنه لم يستعد صحته.
لقد حقق شهرة أثناء حرب التحرير لأنه وضع الموسيقى للأناشيد الحربية التي كتبها كارل تيودور كورنر Korner وبعد الحرب، دخل معركة من نوع آخر - ضد الأوبرا الإيطالية فقد ألف عمله التحرير Der Freischutz (١٨٢١) كإعلان استقلال، وتم أداؤه للمرة الأولى في ١٨ يونيو ١٨٢١ في الذكرى السنوية لمعركة واترلو، لقد طارت على جناحي الوطنية ولم تحقق أوبرا ألمانية ما حققته من نجاح. لقد كان موضوعها مستوحى من حكايات الأشباح والكائنات النورانية Gespensterbuch وغمرتها روح المرح بما فيها من جنيات يحمين الحر الذي يذلق النار (على العدو). لقد كانت ألمانيا في هذه الأيام القاسية تتلقى مساعدات كبيرة من الجن، وفي سنة ١٨٢٦ وجدنا مندلسون Mendelssohn يقدم لنا حلم ليلة منتصف الصيف Midsummer Nights Dream.
لقد كانت أوبرا فيبر علاقة على انتصار الرومانسية Romanticism في الموسيقى الألمانية. وكان يأمل أن يواصل نجاحاته بعمله