للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"في اليوم السادس من الشهر انتزع الموت منا فجأة فولجر أستاذنا المحبوب .. لكنه سيعيش دوماً في قلوبنا".

وكان كارل ماريا فون فيبر Carl Maria Von Weber (١٧٨٦ - ١٨٢٦) واحدا من أبناء كثيرين أنجبهم فرانتس أنطون فون فيبر من زوجتيه (تزوجهما تباعا). وقد تناولنا بالذكر في هذه المجلدات اثنين من بناته أو قريباته (أبناء أو بنات الأخ أو الأخت): ألويزيا Aloysia التي كانت حب موزارت الأول كما كانت مغنية مشهورة، وكونستانزا Constanze التي أصبحت زوجة لموزارت. ودرس ابناه فريس Fritz وإدموند مع جوزيف هايدن Joseph Haydn، أما الابن كارل فلم يكن فتى واعدا في مجال الموسيقى حتى إن فرانتس قال له: "اسمع يا كارل كن كما شئت لكنك لن تكون موسيقيا فاتجه إلى الرسم"،

لكن في أثناء تجوال فرانتس أنطون كمدير لفرقة تمثيلية وموسيقية، كان غالبا ما يؤلف لأبنائه، - واصل كارل تعليمه الموسيقي على يد معلم مخلص هو جوزيف هيسكل Heuschkel، فأظهر الفتى موهبة وحقق تقدما سريعا بدرجة أدهشت والده وأسعدته. وبحلول عام ١٨٠٠ كان كارل قد بلغ الرابعة عشرة من عمره واستطاع في هذه السن أن يؤلف الموسيقى ويعزفها أمام الجمهور.

وعلى أية حال، ففي هذه الأثناء كان التسرع المحموم في الانتقال من مدينة إلى مدينة (مع الفرقة) قد ترك بعض الأثر على شخصية كارل فغدا عصبيا غير مستقر سريع التغير. وأصبح مفتونا بالطباعة على الجحر، تلك الطريقة التي اخترعها صديقة ألويز سنفلدر Aloys Senefelder حتى أنه أهمل لفترة التأليف الموسيقي وذهب مع أبيه إلى فرايبرج Freiberg في سكسونيا ليمارس الطباعة على الحجر كعمل تجاري.

وفي بواكير سنة ١٨٠٣ قابل أبت فوجلر Abt Vogler فرب فيه الحماس من جديد وأصبح تلميذا لفوجلر وقبل نظامه الصارم في التدريب والتطبيق، ودفعته ثقة فوجلر لمزيد من الإتقان. لقد راح الآن يتطور تطوراً سريعاً حتى أنّه دُعي بناء على توصية فوجلر ليكون قائد أوركسترا Kapellmeister في برسيلاو Breslau (١٨٠٤) ، ومع أنه لم يكن قد تجاوز السابعة عشر من عمره إلاّ أنه قُبِل فأخذ معه والده المريض وهذب إلى العاصمة السيليزية Silesia Capital.

ولم يكن الشاب مناسباً لوظيفة تتطلب مهارة في التعامل مع الرجال والنساء مختلفي