للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جزءا أساسيا في حياة الأسرة المتعلمة، وكان في كثير من المدن فرق أوبرية ومنذ أيام جلوك Gluck راحت ألمانيا تقلل شيئا فشيئا من اعتمادها على الأعمال والألحان الإيطالية. وكان في مانهايم Mannheim وليبزج أوركسترات حققت شهرة في مختلف أنحاء أوربا. ودخلت موسيقى الآلات في منافسة عامة مع الأوبرا. وكان في ألمانيا عازفو فيولين عظماء مثل لويس سبوهر Louis Spohr (١٧٨٤ - ١٨٥٩) وعازفو بيان مشاهير مثل جوهان همل Hummel (١٧٧٨ - ١٨٣٧) وكان الملك فريدريك وليم الثاني يعزف على الفيولونشللو Violoncello كما كان له دور في تأليف الكارتيات quartets واحدهما: (كارتيته وهي مقطوعة موسيقية تعزفها أربع آلات) وأحيانا الأوركسترات، وكان الأمير لويس فرديناند بارعا في العزف على البيانو ولم يمنعه من منافسة بتهوفن وهمل Hummel سوى أصله الملكي.

وكان في ألمانيا أيضا أستاذ موسيقى وقائد فرقة حقق شهرة في مختلف أنحاء أوربا كمعلم ومؤلف وذواقة لمعظم الآلات الموسيقية: إنه أبت Abt) Abbot) جورج جوزيف فوجلر Vogler (١٧٤٩ - ١٨١٤) . لقد حقق في بداية حياته شهرة كعازف على الأرغن والبيان، وقد تعلم الفيولين دون أستاذ وطور نظاما جديدا للعزف بالأصابع لتتمشى بشكل جيد مع أصابعه الطويلة. ذهب إلى إيطاليا لدراسة التأليف الموسيقي على يد بدر مارتيني Padre Martini وتمرد على أستاذ إثر أستاذ وارتمى في أحضان الدين، وكان الجمهور يصفق له في روما. ولما عاد إلى ألمانيا أسس مدرسة موسيقية في مانهايم Mannheim ثم في دارمشتات Darmstadt وأخيرا في ستوكهولم.

ورفض الأساليب الموسيقية الصعبة في التأليف الموسيقي، تلك الأساليب التي يعلمها المعلمون الإيطاليون، وظنه موزارت Mozart وآخرون دجالا لكنهم بعد ذلك منحوه مكانا حفيا ليس كمؤلف موسيقي وإنما كمعلم، وكإنسان وكمصمم أرغن، وجاب أوربا كعازف أرغن فجذب إليه جمهورا عريضا وحقق مكاسب كبيرة، وطور الأرغن. وغير أسلوب العزف على الأرغن، وأجاد الارتجال كبيتهوفن Beethoven، وكان أستاذا جليلا وقره عدد كبير من تلاميذه بمن فيهم فيبر وميربير Meyerbeer وعندما مات بكوه وحزنوا عليه كما لو كانوا قد فقدوا أباهم. وفي ١٣ مايو ١٨١٤ كتب فيبر: