على علاقته من نشاطه اللاحق سفيراً لأسبانيا لدى فرنسا، وقد اختلط في غير تجرح بالموسوعيين في باريس وقامت بينه وبين دالامبير صداقة ملؤها الإعجاب به، وعبر فرنسا ليزور فولتير في فرنيه. وكان يصرح بولائه للكنيسة في أسبانيا، ولكنه هو الذي أقنع شارل الثالث بطرد اليسوعيين، وبإرشاده انظم إب صفوف "المستبدين المستنيرين" الذين كان يتطلع إليهم جماعة الفلاسفة باعتبارهم خير معوان لهم في نشر التعليم والحرية والعقلانية.
[٥ - شارل الثالث]
١٧٥٩ - ١٧٨٨
أ- الحكومة الجديدة
حين وصل من نابلي كان يناهز الثالثة والأربعين. ورحب به الجميع إلا اليسوعيين (٢٨) الذين ساءهم بيع أسبانيا لمستوطناته في باراجواي إلى البرتغال (١٧٥٠)، وفيما عدا هذا كسب جميع القلوب بإعفاء الناس من الضرائب المتأخرة، ورد بعض الامتيازات التي فقدتها الأقاليم في ظل سياسة المركزية التي انتهجها فليب الخامس. وقد جلل موت زوجته ماريا أماليا بالحزن سنة حكمه الأولى لأسبانيا. ولم يتزوج بعدها قط وإنه لمما يشرف آل بوربون الأسبان في القرن الثامن عشر أنهم ضربوا لملوك أوربا المثل في الوفاء لأزواجهم والثبات على حبهم.
وقد رسم دبلوماسي بريطاني صورة بريطانية لشارل الذي كانت له مواجهات مع الإنجليز في نابلي.
"للملك مظهر غريب سواء شخصه أو زيه. فهو ضئيل القامة ولون بشرته شبيه بلون المحنة ولم يفصل له سترة طوال هذه السنين الثلاثين، لذلك يبدو في سترته وكأنها الزكيبة، وصدريته وسراويله وكوبه من الجلد عادة، وعل ساقه طماق يقيهما من البلل. وهو يخرج للرياضة كل يوم من أيام السنة غير عابئ بمطر أو ريح (٢٩).