ولكن إيرل برستول- أردف في ١٧٦١، "إن للملك الكاثوليكي مواهب جيدة، وذاكرة مواتية، وسيطرة غير عادية على نفسه في جميع المناسبات. وقد بات يتشكك في الناس لكثرة ما خدعوه. وهو يفضل دائماً أن ينال موافقة الآخرين على رأيه باللين، وله من طول الأناة ما يجعله ينصح محدثه المرة بعد المرة دون أن يستعمل سلطته. ومع ذلك فرغم سيماء اللطف العظيم البادي عليه استطاع أن يبث الرهبة في قلوب وزرائه وحاشيته. "(٣٠)
ولم يكن في تقواه الشخصية ما ينذر بأنه سيهاجم اليسوعيين أو يضطلع بالإصلاحات الدينية. كان يختلف إلى القداس كل يوم. وقد أدهش عدواً إنجليزياً "وفاؤه الأمين العنيد بكل معاهداته مبادئه وارتباطاته"(٣١) وكان يخصص جزءاً كبيراً من كل يوم من أيام الأسبوع (عدا الأحد) لشؤون الحكم. يستيقظ في السادسة، ويزور أبناؤه، ويفطر، ويعكف على العمل من الثامنة إلى الحادية عشرة، ويجتمع بوزرائه، ويستقبل كبار القوم ويتناول غداءه مع غيره، ويخصص عدة ساعات للصيد، ويتعشى في التاسعة والنصف، ويطعم كلابه، ويتلو صلواته، ثم يمضي إلى فراشه. ولعل الصيد كان وقاءً صحياً قصد بن أن يصرف عنه الاكتئاب الموروث في الأسرة.
وبدأ ببعض الأخطاء الخطيرة. ذلك أنه لجهله بأسبانيا التي لم يرها من كان في السادسة عشرة اتخذ اثنين من الإيطاليين كانا قد أخلصا في خدمته بنابلس مساعدين أثيرين لديه: المركيز دي جريمالدي في السياسة الخارجية، والمركيز دي سكللاتشي في الشؤون الداخلية.
وقد وصف إيرل برستول سكللاتشي هذا بأنه "غير ذكي. أنه مولع بالعمل ولا يشكو أبداً من كثرته تنوع إدارات الحكومة التي تتركز فيه … وأعتقد أنه غير قابل للارتشاء، ولكنني لا أريد أن أكون مسئولاً بهذا القدر عن زوجته (٣٢) ولم يحب جرائم مدريد ولا روائحها الخبيثة ولا ظلمتها، ومن ثم فقد نظم لها شرطة نشيطة وفرقة لتنظيف شوارعها، وأنار