للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(الخرطوشي) هي اسم الملك والملكة، فَهَدَته هذه الفكرة (في عام ١٨٢٢ م) إلى تمييز أحد عشر حرفاً من الحروف المصرية؛ ولكن ذلك كان مجرد حدس ولم يكن يقيناً. وكان هذا الكشف أول دليل على أن مصر كانت لها حروف هجائية. ثم طبق هذه الحروف على رموز وجدها على حجر كبير أسود عثر عليه جنود نابليون قرب مصب رشيد. وكان على "حجر رشيد" هذا (١) نقوش كتبت بثلاث لغات أولاها الهيروغليفية وثانيتها "الديموطية"- الكتابة المصرية الدارجة- والثالثة هي اليونانية. واستطاع شامبليون، بفضل علمه باللغة اليونانية وبالأحد عشر حرفاً التي عرفها من المسلة الأولى وبعد جهد متواصل دام أكثر من عشرين عاما، أن يحل رموز هذا النقش كلها وأن يعرف الحروف الهجائية المصرية بأجمعها. وأن يمهد السبيل للكشف عن عالَم عظيم مفقود. وكان هذا الكشف من أعظم الكشوف في تاريخ التاريخ (٢).

[٢ - مصر في عصر ما قبل التاريخ]

العصر الحجري القديم - العصر الحجري الحديث -

عصر البداري - عصر ما قبل الأسر - جنس المصريين

إن المتطرفين في عصر من العصور هم أنفسهم الرجعيون في العصر الذي يليه، ومصداقاً لهذه القاعدة نقول أنه لم يكن ينتظر من الرجال الذين أنشئوا عِلم الآثار المصرية أن يكونوا أول من يؤمن بأن ما في مصر من مخلفات العصر الحجري القديم ينتمي حقاً إلى ذلك العصر. ذلك أن العالِم بعد الأربعين لا يظل طلعه تياحا. ولما أن كشفت أولى أدوات الظران في وادي النيل قال سير


(١) وهذا الحجر محفوظ الآن في المتحف البريطاني.
(٢) وقد ساعد على هذا الكشف أكربلاد السياسي السويدي (١٨٠٢ م) وتومس ينج العالم الطبيعي الإنكليزي صاحب الكفايات المتعددة (١٨١٤ م) بحلهما بعض رموز حجر رشيد.