عليهم، وفي ٣١ مايو ١٧٩٩ وكلما اقتربت الثورة من نهايتها وجدنا الفرقة القديمة والأخرى الجديدة تتحدان معا لتصبحا فرقة واحدة هي "الكوميدي فرانسيز" وجعلت مقرها في المسرح الفرنسي في القصر الملكي حيث هي موجودة ومزدهرة اليوم.
[٥ - الفنانون]
تأثر الفن في فرنسا الثورة بثلاثة أحداث خارجية: خلع الأرستقراطية وهجرتها (عقب أحداث الثورة) والحفائر الأثرية التي كشف عن آثار قديمة في هيركولانيوم وبومبي Herculaneum & Pompeii (١٧٣٨ وما بعدها)، واستيلاء نابليون على ذخائر الفن الإيطالي، وقد أدت هجرة الأرستقراطية بعد الثورة إلى أن نزح عن فرنسا أكثر الطبقات امتلاكا للثروة وتمتعاً بالذوق مما يمكنهم من شراء الأعمال الفنية، وفي بعض الأحيان هاجر الفنانون مع هؤلاء المهاجرين، ومن أمثلة هؤلاء الفنانين المهاجرين مدام فيجيه - ليبرون Vigee-Lebrun، أما الفنان فراجونار Fragonard فرغم أنه كان قبل الثورة يعتمد في حياته كلية على أموال الطبقات الموسرة (التي لا عمل لها) إلا أنه أيد الثورة وعاش حياة بائسة على حافة المجاعة. وهناك فنانون آخرون أيدوا الثورة لأنهم تذكروا أن النبلاء كانوا يعاملونهم كعبيد ومأجورين مرتزقة، وكيف أن أكاديمية الفنون الجميلة لم تسمح إلا لأعضائها لعرض أعمالهم في صالوناتها.
وفي سنة ١٧٩١ أتاحت الجمعية التشريعية الأكاديمية للفنانين الأكفاء كلهم سواء كانوا فرنسيين أم أجانب لخلق مجال للتنافس. وقد ألغى المؤتمر الوطني الأكاديمية باعتبارها مؤسسة أرستقراطية في الأساس. وفي سنة ١٧٩٥ أعادتها حكومة الإدارة باسم أكاديمية الفنون الجميلة وجعلت مقرها اللوفر Louvre الذي كان منذ سنة ١٧٩٢ قد أصبح متحفا عاما، وسمح للفنانين الفرنسيين بدراسة ونسخ أعمال رافاييل Raphael وجيورجيون Giorgione وكوريجيو Correggio وليوناردو Leonardo، وفيرونيزي Veronese … بل وحتى خيول القديس مرقس St. Mark، ولم تحدث سرقات، وتمت الاستفادة من هذه الأعمال بشكل يدعو إلى الثناء. وفي سنة ١٧٩٣ جدد المؤتمر الوطني دعمه للأكاديمية الفرنسية في روما وكذلك للمؤسسة المعروفة باسم Prix de Rome . وشيئا