الزى نفسه، وأدهش زملاءه عندما ظهر بهذا التنك (الرداء الروماني ذو الحزام المشدود حول الخصر) والصندل بذراعين وساقين مكشوفين، ليلعب دور بروكولوس proculus في مسرحية فولتير التي تحمل عنوان بروتس Brutus.
وأصبح صديقا لديفيد الذي نضح عليه من ثوريته. وعندما قام بدور ماري جوزيف دي شينيير Marie-Joseph de Chenier في مسرحية "شارل التاسع"(٤ نوفمبر ١٧٨٩) أدى د وره بشحنة عاطفية بثها في مشاهديه في الفقرات المعارضة للملكية تلك الفقرات التي تصور الملك الشاب كآمر بمذابح ليلة القديس بارثولوميو St. Bartholomew's Eve، وقد صدم هذا مشاعر معظم مشاهديه وكثيرين من زملائه الذين كانوا لا يزالون يشعرون بالولاء للملك لويس السادس عشر.
وكلما تطورت أحداث الثورة زاد الصراع حدة بين "الحمر Reds" و"السود Blacks" في الفرقة وبين المشاهدين حتى إن تالما ومدام فيسترى Vestris (التراجيديانه الرئيسية) وغيرهما من الممثلين انشقوا عن فرقة الكوميدي فرانسيز ذات الامتيازات الملكية وأقاموا فرقة أخرى خاصة بهم في مسرح الجمهورية الفرنسية بالقرب من القصر الملكي. وهناك طور تالما فنه بدراسته للتاريخ والشخصية ولباس كل شخصية على وفق الفترة الزمنية التي كانت فيها، وذلك في المسرحيات والأدوار كلها التي أدتها الفرقة ومارس تحكما في ملامحه لتتمشى مع كل تغيير في المشاعر أو الأفكار (في أثناء التمثيل)، وقلل من نبرته الخطابية، والمبالغة الانفعالية فوق المسرح، حتى أصبح متمكنا تماما من فنه.
وفي سنة ١٧٩٣ غيرت الفرقة القديمة اسمها ليصبح مسرح الأمة Theatre de la Nation الذي أنتج مسرحية "أحباء القانون L'Ami des Lois" وهي المسرحية التي تضمنت هجاء وسخرية من زعماء الثورة. وفي ليلة ٣ و ٤ سبتمبر تم القبض على أعضاء الفرقة كلهم. وقبلت فرقة تالما فرض الرقابة الصارمة عليها، فأصبحت مسرحيات راسين Racine محرمة وتعرضت مسرحيات موليير للتغيير وحذف أجزاء منها، وحذفت الألقاب الأرستقراطية من المسرحيات المسموح بها (مثل سيد "مسيو" وسيدة "مدام")، وفرض هذا في مسارح فرنسا كلها. وبعد سقوط روبيسبير تم الافراج عن الممثلين الذين كان قد قبض