للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الفصل الثالث والعشرون

جيران إنجلترا [١٧٨٩ م - ١٨١٥ م]

[١ - الاسكتلنديون]

كانوا تحت الحكم البريطاني منذ الاتحاد سنة ١٧٠٧، ينعمون بحرية الحركة والتجارة في الجزيرة، ولكنهم لم يكونوا على وفاق مع الحكومة بسبب بسبب البرلمان القصي الذي لا يحوي مجلس العموم فيه سوى خمسة وأربعين عضوا يمثلون ١.٨٠٠.٠٠٠ سكتلندي، بينما يوجد ٥١٣ عضوا يمثلون ١٠.١٤٦.٠٠٠ هم أهل إنجلترا وويلز. ومن بين الأعضاء الذين يمثلون سكتلندا خمسة عشر عضوا تم تعيينهم بواسطة أعضاء مجالس المدن المرتشين الذين انتخبهم ١.٢٢٠ مصوتًا في كل المدن التي يحق أن يكون لها ممثل في البرلمان boroughs . والثلاثون الباقون يتم انتخابهم بواسطة المقاطعات الريفية على أن يكون حق الانتخاب مقتصرًا على ملاك الأراضي المؤثرين (ذوي النفوذ)، وعلى هذا فمقاطعة بيوت Bute بسكانها البالغ عددهم ١٤،٠٠٠ ليس فيها إلا ٢١ مصوتًا (فرد له حق التصويت في الانتخابات)، وكل المقاطعات مجتمعة ليس فيها إلا ٢.٤٠٥ مصوتين (١). وقد تم انتخاب غالب المرشحين الناجحين بواسطة النبلاء من مالكي العقارات والأراضي الشاسعة منذ زمن طويل. وكان الإقطاع قد تم إلغاؤه في أنحاء سكتلندا في سنة ١٧٤٨ لكن الفقر ظل باقيا طالما كان الجشع والرغبة في التمايز (عدم المساواة) كافيين في تركيب البشر. وعلى العموم فقد قبلت إسكتلندا مثلها مثل إنجلترا هذا الشكل من الحكم التمثيلي representative government كأفضل شكل حكومي يمكن أن يقوم بين شعب ارتبط ارتباطا وثيقًا بالتقاليد وكان يعاني من حاجة ملحة للمعرفة والخبرة اللازمتين لإبداء الرأي بشكل ذكي في القضايا الوطنية. وكان الدين أقوى من الدولة. وكان يوم السبت (المقصود يوم العبادة) (*) هو يوم عبادة يتسم بالكآبة، فهو يوم تذكر الخطايا. وكان رجال الدين يتحدثون عن خطيئة آدم، وعن إبليس ورب منتقم، وكانت جموع المصلين يستغرقون في أمور العقيدة والأخلاق


(*) Sabath ليس هو بالضرورة Saturday (المترجم)