للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

استغراقا يفوق استغراق قسسهم. وقد أكد ديفد دينز David Deans في كتابه (The heart of Midlothian أن الفتاة التي تذهب إلى الحفلات الراقصة مصيرها إلى جهنم (٢). مع هذا فقد كانت سكتلندا في مجالات كثيرة سابقة إنجلترا. فقد كان لديها نظام وطني لمدارس حكومية حقيقية. وكان مطلوبا من كل دائرة أبرشبة أن ترعى مدارس يتعلم فيها الأولاد والبنات معا القراءة والحساب. وكان أهل التلاميذ يدفع الواحد منهم شلنين في كل ربع سنة للتلميذ، وإذا رغب الطالب أو ذووه في تعلم اللاتينية دفع شلنين آخرين، وكانت الدائرة الأبرشية تدفع للطلبة الفقراء، وعندما تكون الدائرة الأبرشية متسعة اتساعا كبيرا مما يجعل جميع التلاميذ معًا أمرًا صعبا، كان يتم تعيين ناظر متنقل ليشرف على تقديم تعليم لكل مجموعة على التوالي. وكان المدرسون تابعين بصرامة لرجال الدين في الأبرشية، وكانوا ملزمين بمساعدة رجال الدين في نقل اللاهوت المرعب إلى تلاميذهم، ذلك أن كبار السن وجدوا أن الكالفنية (مذهب كالفن) هي السبيل المقتصد لتعيين رقيب على كل روح. وبقي على قيد الحياة عدد كبير ليقوموا بحركة التنوير الإسكتلندية في جيل سابق على قيام الثورة الفرنسية، وعملوا على استمرارها في عصر نابليون (وإن كانت قد خفت قليلا ولم تعد في تألقها السابق في ذلك العصر - عصر نابليون).

وكانت إسكوتلندا فخورة بجامعاتها في سان أندروز St. Andrews (التي أسست في سنة ١٤١٠) وجلاسجو (١٤٥١) وأبردين (١٤٠٤) وأدنبره (أدنبورج) (١٥٨٣). وكانت هذه الجامعات تعتبر نفسها أرقى في أوجه كثيرة من أكسفورد وكامبردج بل إن بعض الباحثين المحدثين يؤكدون ذلك (٣). وفي مجال التعليم الطبي كان لأدنبره (أدنبورج) الريادة التي اعترف بها الآخرون (٤). وكانت دورية Edinburgh Review (مراجعات أدنبره) التي أسست سنة ١٨٠٢ تحظى باحترام عام وأكثر الدوريات تألقا في بريطانيا العظمى، وكان المحامي الليبرالي الشجاع توماس إرسكين (١٧٥٠ - ١٨٢٣) يبز كل المحامين تقريبا في ساحات المحاكم. وعلى أية حال لا بد أن نسلم أنه عندما حان وقت قمع الحريات الفكرية - خاصة إن كانت هذه الحريات تساند فرنسا الثورة - لم يكن هناك قانوني إنجليزي يضارع ذلك الإسكتلندي. ومن ناحية أخرى فقد استمر المناخ الفكري في أدنبره وجلاسجو