كانت انتخابات المؤسسة الثورية الثانية يراقبها الصحفيون بحماس وتشرف عليها الأندية بقوة فعالة. لقد أصبح للصحفيين تأثير جديد في السياسة العامة منذ كادت الرقابة على المطبوعات تختفي، فقد كان لكل من بريسو Brissot ولوزتالو Loustalot ومارا وديمولين Desmoulins وفريرو Fréron ولاكلو Laclos، دورية (صحيفة) كمنبر له يعبر من خلالها عن آرائه في الدفاع عن حقوق الشعب.
وفي سنة ١٧٩٠ كان في باريس وحدها ١٣٣ صحيفة بالإضافة إلى مئات الصحف في الدوائر (المحافظات أو المديريات)، وكانت هذه الصحف كلها تقريبا تؤيد الخط الراديكالي. وكان ميرابو قد نصح الملك بضرورة شراء بعض الصحفيين ذوي الشعبية إن أراد الاحتفاظ بعرشه أو برأسه. ومما قاله نابليون إنه:
"كان من الممكن أن يبقى نظام النبالة القديم لو عرف النبلاء بقدر كاف أن يسيطروا على المطبوعات … لقد أدى ظهور المدافع إلى قتل النظام الإقطاعي، أما الحبر فسيقتل النظام الحديث ".
وكادت النوادي أن يكون لها تأثير الصحف نفسه، فنادي البريتون The Breton Club الذي تبع الملك والجمعية إلى باريس أعاد تسمية نفسه بجمعية أصدقاء الدستور Society of Friends the Constitution وأجرت حجرة في الدير اليعقوبي السابق بالقرب من التوليري Tuileries ليعقد الأعضاء فيها اجتماعاتهم، وفيما بعد توسعوا في المكان فضموا المكتبة بل وحتى المصلى. وكان اليعاقبة Jacobins كما أطلق عليهم التاريخ في البداية يمثلون كل أعضاء هذا النادي أو الجمعية لكنهم سرعان ما أثروا جماعاتهم بضم أشخاص مبرزين في العلوم والآداب والسياسة أو إدارة الأعمال. وهنا وجد الأعضاء السابقون (في الجمعية الوطنية) مثل روبيسبير الذي نحى نفسه عن عضوية الجمعية التشريعية منطلقاً جديداً يمارسون منه السلطة. وكانت الديون مرتفعة فحتى سنة ١٧٩٣ كان معظم الأعضاء من أفراد الطبقة الوسطى.
وتضاعف تأثير اليعقوبيين بفعل منظمة النوادي المنتسبة إليهم في كثير من كومونات فرنسا (الكومون هنا تنظيم إداري أصغر من الدائرة أو المحافظة) والتي اتفقت جميعا على