أعمى (٨٩). وقال عنه اللورد مونبودو أنه "أشر وأخبث رجل عرفته في حياتي، لا يثني على كاتب أو كتاب أثنى عليه غيره (ولكنه أثنى على قصة فاني بيرني "أفلينا") … ولا طاقة له على سماع أي شخص غيره يشد انتباه الجماعة، ولو لوقت قصير جداً"(٩٠) أما هوراس ولبول، الآمن في وظائفه الشرفية، فكان يرتعد حين يخطر جونسن بباله، وقد أجمل وصفه على النحو الذي يراه ابن رئيس وزراء من حزب الأحرار.
"كان جونسن بما ملك من سقط الثقافة وبعض الجوانب القوية شخصية كريهة خسيسة. فهو من حيث المبدأ استيوارتي، مزهو، مكتف بذاته، متغطرس … ولقد ابتذل قلمه وسخره للحزبية حتى في معجمه، ثم ناقض تعريفاته بعد ذلك لقاء معاش يتلقاه. وكانت عاداته قذرة متعالية وحشية، وأسلوبه خبيثاً طناناً إلى حد مضحك، وباختصار كان فيه رغم كل حذلقته وتنطعه تلك التفاهة الهائلة التي تجدها في المعلم الريفي .. فليت شعري ماذا يحسبنا الخلف حين يقرءون أي صنم عبدنا؟ "(٩١).
وخير الحديث من الوجهة المثالية بالطبع هو ذلك الذي يجري في جماعة صغيرة مستأنية كل أفرادها مثقفون مهذبون، أو كما أعرب جونسن في فاصل لطيف:"أن خير الحديث ما خلا من المنافسة أو الغرور، وكان تبادلاً هادئاً مطمئناً للعواطف"(٩٢)، ولكن متى كانت له هذه التجربة؟ لقد قال لبوزويل وعيناه على الأرجح تومضان، "إن معاملة خصمك بالاحترام معناها إعطاؤه ميزة لا حق له فيها"(٩٣)، ونحن الذين لم نحس قط ضرباته نغتفر له كل تلك اللطمات والإهانات والأحكام المتحيفة لأن ذكاءه وفكاهته ونظره الثاقب، وإيثاره الواقعية على الإدعاءات الكاذبة، والصراحة على الرياء، وقدرته على حشد الحكمة في عبارة، -كل هذا يجعله شخصية من أشد الشخصيات سيطرة في التاريخ الإنجليزي.
[٥ - الفكر المحافظ]
أترانا نستمع إليه يتكلم؟ لقد كان لديه الطريف الذي يقوله في كل شيء تقريباً تحت الشمس. لقد رأى الحياة خطباً لا رغبة لإنسان في تكراره،