للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السواح (، يمر المسافر بأنافلستوس Anaphlystus ويصل إلى جزيرة سلاميس Salamis (١) موطن إجاكس ويوربديز، ومن بعدها إلى إلوسيس المدينة المقدسة لدمتر وطقوسها الخفية، ثم يعود آخر الأمر إلى بيريس) بيرية (Piraeus. وإلى هذا المرفأ، الأمين الذي ظل مهملاً حتى كشف ثمستكليز فائدته العظيمة، صارت السفن فيما بعد تنقل جميعها غلات عالم البحر المتوسط لتستخدمها أثينة فيما بعد عليها بالمنفعة أو اللذة. وكان جدب تربة أتكا، وقرب أجزائها كلها من شاطئ البحر، ووفرة الموانئ الصالحة، كان هذا كله حافزاً لأهل أتكا للاشتغال بالتجارة؛ وقد كسبوا بفضل شجاعتهم وقوة ابتكارهم أسواق بحر إيجة؛ ومن هذه الإمبراطورية التجارية العظيمة نشأت ثروة أثينة، وقوتها، وثقافتها، في عصر بركليز.

[٢ - أثينة في عهدها الألجركي]

لم تكن هذه البلدان محيطة بأثينة فحسب، بل كانت أجزاء منها كذلك. وقد سبق القول كيف جمع ثيسوس، كما يعتقد اليونان، الأهلين في نظام سياسي واحد وجعل لهم عاصمة واحدة (٢). ونشأت أثينة ثم نمت على بعد خمسة أميال من بيريس بين معشش من التلال، همتوس Hymettus وبنتلكوس Pentalicus وبارنس Oarnes، حول الحصن الميسيني القديم. وكان جميع ملاك الأراضي في أتكا من مواطنيها. وكانت أقدم الأسر، وأكثرها أملاكاً هي التي تحفظ التوازن بين ذوي السلطان في البلاد؛ فقد رضوا بقيام الملكية حين كان اضطراب الأمن يهدد


(١) وأكبر الظن أن الفينيقيين هم الذين أطلقوا عليها هذا الاسم المشتق من شالام أي السم؛ ومنه أيضاً سالم إلخ.
(٢) تحدد الرواية زمن هذه الحادثة بالقرن الثالث عشر قبل الميلاد، ولكن اتحاد أتكا كلها تحت سلطان أثينة لا يمكن أن يكون قد تم قبل عام ٧٠٠، وذلك لأن نشيد دمتر "الهومري" الذي وضع حوالي ذلك الوقت حين يتحدث عن إليةسيس يقول إنها كانت لا تزال تحت حكم ملك خاص بها.