تعبده، وكانت هذه هي الحال في أثينة نفسها. وإذا أقبل السائح على أتكا من بؤوتة الشرقية التقى أولاً بأوروبوس Oropus وانطبعت في ذهنه صورة غير جميلة لهذا الإقليم، لأن أوروبوس كانت بلدة قائمة عند تخومه يرتاع لها السائح ارتياعه من أية بلدة مثلها في هذه الأيام. ويصفها ديكي آركوس Dicaearchus حوالي عام ٣٠٠ ق. م بقولهِ إن "أوروبوس معشش للبائعين المحتالين. وموظفو الجمارك في هذه البلد شرهون شرهاً لا يدانيه شره سواه، وخستهم متأصلة في لحمهم وعظامهم. ومعظم أهلها غلاظ شرسو الطباع، لأنهم أطاحوا برؤوس المؤدبين الظرفاء من الأهلين". وإذا اتجه السائح من أوروبوس نحو الجنوب التقى في الزمن القديم بسلسلة من البلدان المتقاربة؛ رامنوس Rhamnus، أفدنا Aphidna، دسليا Deceleia،) وهي مكان ذو موقع حربي حصين اشتهر في حرب البلوبونيز (، وأكارني Acharnae) موطن ديسبوبوليس Dicaepolis داعية السلام الشرس في مسرحيات أرستفنيز (، ومراثون، وبرورونيا Brauronia. وفي الهيكل العظيم الذي كان قائماً في هذه المدينة الأخيرة نصب تمثال أرتميس الذي جاء بهِ أرستيز وإفيجينيا من كرسنيز Chersonese في طوروس Taurus، وكان يحج إليهِ كل أربعة أعوام كل من يستطيع الحج إليها من أهل أتكا ليشتركوا في حفلات التقى والدعارة المعروفة باسم برورونيا أو عيد أرتميس. وبعد هذا يلتقي السائح ببراسية Prasiae وثوركوس Thoricus، ثم يدخل إقليم لوريوم Laurium الذي تُستخرج الفضة من مناجمهِ، والذي كان عظيم الشأن في تاريخ أثينة الاقتصادي والحربي؛ ثم يلتقي في طرف شبه الجزيرة بسونيوم Sunium التي شيد على أطرافها هيكل جميل يهتدي به الملاحون ويوفون فيه بنذورهم إلى بوسيدن. وعلى الساحل الغربي) لأن نصف أرض أتكا سواحل، واسمها نفسه مشتق من أكتيكي Aktike أي أرض