بين التلال، فقد استقر في أتكا شعب نشيط مغامر إبان العصر الحجري الحديث أو قبله، وأكرم وفادة القادمين عليه من الأيونيين- وهم مزيج من البلاسجيين الميسينيين والآخيين- الفارين من بؤوتية والبلوبونيز أمام المهاجرين والغزاة الشماليين، وتزوج منهم وتزوجوا منه. ولم يكن هؤلاء القادمون فاتحين من الأجانب، يستغلون أهل البلاد الأولين، بل كانوا سلالة مختلطة من شعوب البحر المتوسط، متوسطي القامة، سمر البشرة، ورثوا من طريق مباشر دم الحضارة الهيلينية وثقافتها، وكانوا يعتزون بنشأتها وصفاتها الأصلية، ويصدون عن قدسها القومي، الأكربوليس، الدوريين نصف الهمج الحديثي العهد بالثقافة اليونانية.
وكان نظامهم الاجتماعي مستمداً من صلة الدم هذه؛ فكانت كل أسرة تنتمي إلى قبيلة من القبائل يدعى أفرادها أنهم من نسل بطل مقدس واحد، ويعبدون إلهاً واحداً، ويشتركون في حفلات دينية واحدة، ولهم أركون) حاكم (واحد وخازن على المال واحد، ويملكون مجتمعين بعض الأراضي العامة، ويستمتعون بحق التزاوج والتوارث، ويقبلون ما تفرضه عليهم واجبات التعاون، والثأر، والدفاع، ويوارون التراب آخر الأمر في مدافن القبيلة. وكانت كل قبيلة من قبائل أتكا الأربع تتألف من ثلاثة بطون، وكل بطن من ثلاث أفخاذ وكل فخذ من ثلاثين من آباء الأسر أو نحوهم. وكان تقسيم المجتمع الأتيكي هذا التقسيم القائم على صلة القربة مما يسر تنظيمه الحربي وتعبئته العسكرية، كما أنه ساعد على قيام طبقة أرستقراطية من الأسر القديمة اضطر كليسثنيز بسبب وجودها إلى إعادة توزيع القبائل قبل أن يستطيع إقامة نظام ديمقراطي في البلاد.
ويغلب على الظن أن كل بلدة أو قرية كانت في الأصل مواطن بطن من البطون وكانت تسمى أحياناً باسم هذا البطن أو باسم الإله أو البطل الذي