لم يكن العرب هم الذين فتحوا أسبانيا أولاً بل الذين فتحوها هم المغاربة، فقد كان طارق من البربر، وكان في جيشه سبعة آلاف من بني جنسه مقابل ثلاثة آلاف من العرب، وقد خُلد أسمه، إذ سميت به الصخرة التي نزلت قواته عند قاعدتها، فقد سماها البربر جبل طارق واختصره الأوربيون إلى جبرولتر Gibraltar. وكان الذي سير طارقاً إلى فتح أسبانيا هو موسى بن نصير والي شمال إفريقية العربي. ثم عبر موسى البحر في عام ٧١٢، ومعه ١٠. ٠٠٠ من الجنود العرب و ٨٠٠٠ من البربر وحاصر إشبيلية ومريدة، ولام طارق لأنه تعدى حدود الأوامر الصادرة له، وضربه بالسوط، وزجه بالسجن؛ ولكن الخليفة الوليد استدعى موسى وأطلق سراح طارق فواصل هذا القائد فتوحه. وكان موسى قد عين ولده عبد العزيز حاكماً لإشبيلية؛ ولكن سليمان أخا الوليد ارتاب في نوايا عبد العزيز وظنه يعمل ليستقل ببلاد الأندلس، فأرسل إليه من اغتاله وجيء برأسه إلى سليمان في دمشق، وكان قد تولى الخلافة بعد أخيه، فبعث يستدعي موسى، فلما جاء طلب إليه أن يعطيه رأس ولده حتى يسبل عينيه. ولم يمضِ على موسى عام واحد حتى مات من الحزن (٢٨). ومن حقنا أن نعتقد أن هذه القصة ليست إلا خرافة من الخرافات التي تروى عن حب الملوك لسفك الدماء.