لدى عودة فولتير من إنجلترا في أواخر عام ١٧٢٨ أو أوائل عام ١٧٢٩ اتخذ مسكناً مغموراً في حي سان جرمان-ان لي-على بعد ١١ ميلاً إلى الشمال الغربي من باريس، وحشد أصدقاءه لينشروا أنباء غير رسمية عن إلغاء قرار نفيه من فرنسا ثم من العاصمة، ونجحوا في هذا، بل في استعادة معاشه الملكي كذلك. وما حل شهر أبريل حتى ظهر فجأة، وأخذ يجول خلال العاصمة. وفي أحد الاجتماعات سمع أن العالم الرياضي كوندوا مين حسب أن من يشتري كل أوراق "اليانصيب" التي تصدرها باريس لا بد أن يحقق ثراء، فأسرع فولتير واقتراض نقوداً من رجال المصارف من أصدقائه. واشترى كل الوراق، فكان ما تنبأ به العالم الرياضي، ولكن المراقب العام للحسابات رفض الدفع، فرفع فولتير دعوى أمام القضاة وكسب القضية وتسلم المبلغ (١) وفي أخريات عام ١٧٢٩ قطع ١٥٠ ميلاً في ليلتين ونهار واحد من باريس إلى نانسي ليشتري أسهماً في مشروع دوق اللورين، وعادت عليه هذه المغامرة بأرباح طائلة. وهكذا أعان فولتير مدبر الأعمال المالية فولتير الشاعر الفيلسوف.
نراه في ١٧٣٠ مرة أخرى في باريس مفتوناً إلى حد الجنون بالمغامرات والمشروعات، وكان لديه عادة عدة أعمال أدبية قيد الإنجاز في وقت واحد، يتنقل من واحد إلى الآخر، ولذة الهوى في التنقل، دون أن يضيع وقتاً. وكان آنذاك يكتب رسائل عن الإنجليز وتاريخ شارل الثاني عشر "موت الآنسة ليكوفرير"، والصفحات الأولى في الغادة العذراء. وذات يوم ١٧٣٠ اقترح عليه زوار الدوق دي ريشيليو وهم