لقد كانت غارات الشماليين المرحلة الأخيرة في غارات البرابرة التي تدفقت لآن عن مصير الألمان نفسها.
لقد أدى خروج تلك القبائل العظيمة- القوط، والوندال، والبرغنديين، والفرنجة، واللمبارد- إلى نقص سكان ألمانيا إلى حين، فتحرك الوند Wend الصقاربة غرباً من ولايات البحر البلطي ليملئوا ذلك الفراغ، وأصبح نهر الإلب قبل أن يحل القرن السادس الحد الجنسي، كما هو الآن الحد السياسي، بين العالم الصقلبي والعالم الغربي. فقد كان في غرب الإلب والسال Saale من بقي من القبائل الألمانية: السكسون في شمال ألمانيا الوسطى، والفرنجة الشرقيون في حوض الرين الأدنى، والثورنجيون بين هؤلاء وأولئك، والبافاريون Bavarians (الذين كانوا يسمون المركونيين من قبل) في حوض الدانوب الأوسط، والسوابيون Swabians (الذين كانوا يسمون السويفيين) على ضفاف نهر الرين والدانوب الأعليين وفيما بينهما، وعلى طول جبال جورا Jura الشرقية والألب الشمالية. ولم تكن في أوربا بلاد تسمى ألمانيا، بل كل ما كان فيها من قبائل ألمانية، وقد وهبها شارلمان وقتاً ما وحدة منشؤها، الفتح، ومستلزمات النظام المشترك، ولكن انهيار الإمبراطورية الكارولنجية فكك هذه الروابط، وظل الوعي القبلي والنزعة المحلية