للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الفصل الثالث

[الأخلاق]

ترى أي مبادئ خلقية نشأت من هذه الحياة التي كانت تحياها الأسرة الرومانية بين هذه الأرباب المختلفة؟ لقد كانت الآداب الرومانية من أيام عهد إنيوس Ennius إلى عهد جوفنال Juvenal تجعل تلك الأجيال القديمة مثلاً أعلى وتندم على الأيام الخالية أيام البساطة والفضيلة القديمتين. وستوحي إلينا صحف هذا الكتاب أيضاً بما كان هناك من فوارق بين رومه فبيوس الرواقية ورومه نيرون الأبيقورية، ولكن علينا ألا نغالي في هذه الفوارق بتحيزنا في اختيار الشواهد التي ندلل بها على وجودها؛ ذلك بأنه كان في عهد فبيوس أبيقوريون كما كان في عهد نيرون رواقيون.

ولقد ظلت الأخلاق الجنسية عند الرجل العادي واحدة لم يطرأ عليها تغيير من بداية التاريخ الروماني إلى نهايته: ظلت خشنة طليقة ولكنها لا تتعارض مع الحياة الناجحة في ظل الأسرة. وكان يطلب إلى الفتيات في جميع الطبقات الحرة أن يحافظن على بكارتهن، وما أكثر القصص القوية التي كانت تروى لرفع شأنها؛ ذلك أن الروماني كان قوي الإحساس بحق الملكية، شديد التمسك به، ولهذا كان يتطلب زوجة قوية الأخلاق غير متقلبة الأهواء تضمن له أنه لن يرث متاعه بعد موته أبناء من غير صلبه. ولكن الرجال في رومه لم يكونوا يلامون كثيراً على عدم العفة قبل الزواج إذا أظهروا الاحترام الواجب لرياء بني الإنسان ونفاقهم، شأنهم في هذا شأن الرجال في بلاد اليونان. وأنا لنجد في أقوال كتابهم وخطبائهم من عهد كانو الأكبر إلى شيشرون عبارات صريحة يبررون