للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بها هذا النوع من الدنس (٢٥)؛ وليس الذي يزيد بتقدم المدنية هو فساد الطبع وإنما الذي يزيد هو الفرص التي تتاح لإظهار هذا الفساد والتعبير عنه. ولم تكن العاهرات كثيرات في رومه في أيامها الأولى، وكان يحرم عليهن لبس مئزر الأمهات وهو شعار الزوجة المحترمة، وكن محصورات في الأركان المظلمة من رومه ومن المجتمع الروماني. ولم تكن قد نشأت فيها وقتئذ طائفة المحظيات المتعلمات الشبيهات بطائفة المطربات في أثينا، كما لم يكن قد نشأ فيها بعد أولئك المومسات الرقيقات اللاتي تغنى بهن أوفد Ovid في شعره.

وكان الرجال يتزوجون في سن مبكرة قبل السنة العشرين من عمرهم في العادة، ولم يكن الباعث على الزواج هو الحب الروائي، بل كان هو الرغبة الصادقة السليمة في أزواج يعاونهم في عملهم، وأبناء ذوي فائدة لهم، وأن يستمتعوا بحياة جنسية سليمة. وكان يقال في حفلة الزفاف إن الغرض من الزواج هو إنجاب الأطفال. وكان للأطفال في المزرعة كما كان للنساء فائدة اقتصادية كبرى ولم يكونوا كما هم اليوم لعباً حية. وكان الأباء هم الذين يزوجون أبناءهم وبناتهم، وكانت عقود الزواج تعقد أحياناً على الأبناء في طفولتهن، وكان رضا أبوي الزوج والزوجة ضرورياً لإتمام عقد الزواج. وكانت تصحب الخطبة مراسم وتقاليد معينة، تعد رابطة قانونية بين الزوجين. وكان أقرباء الزوجين يجتمعون في وليمة ليشهدوا عقد الزواج، وكانت قشه stipula تكسر بين أهل العروسين علاوة على اتفاقهما. وكانت شروط الزواج وبخاصة ما يتصل منها بالمهر تسجل كتابة، وكان الزوج يضع خاتماً من الحديد في الإصبع الرابعة من أصابع اليد اليسرى للزوجة لاعتقادهم أن عصباً يسير من تلك الإصبع إلى القلب (٢٦). وكانت أصغر سن يباح فيها الزواج هي الثانية عشرة للفتاة والرابعة عشرة للفتى، وكان القانون الروماني القديم يجعل الزواج إجبارياً (٢٧)، ولكن اعتقادنا أن هذا