ولما كان شون- دزه شاعراً وحكيماً معاً فقد نظم فلسفة فرنسيس بيكن في هذا الشعر الركيك:
إنكم تمجدون الطبيعة وتتفكرون فيها،
فلم لا تسخرونها وتنظمونها؟
إنكم تطيعون الطبيعة وتسبحون بحمدها،
فلم لا تسيطرون على أساليبها وتستخدمونها،
إنكم تنظرون إلى الفصول نظرة الإجلال وتنتظرونها،
فلم لا تستجيبون إليها لبذل النشاط في أوانه؟
إنكم تعتمدون على الأشياء الخارجة عنكم وتعجبون بها،
فلم لا تكشفون عن كفاياتكم؟
وتوجهونها الوجهة الصالحة؟.
[٥ - جونج - دزه، مثالي]
الرجوع إلى الطبيعة - المجتمع اللاحكومي - طريقة الطبيعة - حدود
الذهن - تطور الإنسان - مشكل الأزرار - أثر الفلسفة الصينية في أوربا
على أن "الرجوع إلى الطبيعة" لم يكن من السهل أن يقاوم بهذه الطريقة؛ بل قام في ذلك العصر من يدعو إليه كما قام من يدعوا إليه في كل العصور. ومن المصادفات التي يمكننا أن نسميها مصادفات طبيعية إن كان الداعي إلى هذا الرجوع أبلغ كتاب عصره وأفصحهم لساناً. لقد كان جونج- دزه مولعاً بالطبيعة يرى أنها سيدته التي تتحفي به على الدوام مهما كان بغيه أو كانت سنه، ومن أجل هذا فاضت فلسفته بأحاسيس روسو الشعرية مضافاً إليها مُلَحُ فلتير الهجائية. ومن ذا الذي يستطيع أن يتصور أن منشيس ينسى نفسه بحيث يصف أحد الناس