لقد رسم هولبين صورة تعد من أعظم صوره على الإطلاق جاذبية للصبي البالغ من العمر عشر سنوات، والذي ارتقى عرش إنجلترا باسم إدوارد السادس، وذلك قبل ارتقائه العرش بأربع سنوات: قلنسوة مزينة بالريش، وشعراً أحمر، ورداء له بنيقة من فرو للفاقم، ووجهاً فيه من الدعة والرقة التي تنم على قلق دفين، ما يدفعنا إلى الظن بأنه ورث كل هذه الصفات من جين سيمور ولم يرث شيئاً من هنري الثامن. ولعله ورث عنها ضعفها الجسماني الذي جعلها تدفع حياتها فداء له، ولم يوفق يوماً في الحصول على القوة التي تعينه على الحكم. ومع ذلك فإنه قام بالتبعات الملقاة على عاتقه باعتباره أميراً أو ملكاً بإخلاص نبيل، فدرس اللغات والجغرافية وفن تدبير الحكم والحرب بشغف، وفرض رقابة دقيقة على كل شئون الدولة التي تصل إليها معرفته، وأبدى للجميع ما عدا الكثالكة المنشقين شفقة عظيمة وحسن نية كبيرة، إلى حد أن إنجلترا ظنت أنها دفنت غولاً لتتوج قديساً. وتعلم على يد كرانمر فأصبح بروتستانتياً متحمساً، ولم يكن من أنصار توقيع أي عقوبة قاسية على مَن يتهم بالهرطقة، ولكنه كره أن يترك أخته غير الشقيقة ماري تحضر القداس، لأنه كان يؤمن بإخلاص أن القداس أشد ضروب عبادة الأوثان كفراً. وقبل مسروراً القرار الذي اتخذه المجلس