ولم تفهم سؤالي. أنها لم تفكر ولو لبرهة في حياتها، وفي هذه الموضوعات التي عذب البرهمي الطيب نفسه بالتفكير فيها. وآمنت من أعماق قلبها بتحول إلهها فشنو Vishnu وكانت ترى أنها أسعد النساء شريطة أن يتاح لها الحصول على شيء من الماء المقدس من نهر الكنج لتغتسل به. وأثارتني سعادة هذه المخلوقات المسكينة، فعدت إلى فيلسوفي وابتدرته بقولي: ألا تخجل من بؤسك وتعاستك، على حين أنه على بعد ٥٠ يارد من يوجد مخلوق آلي (أوتوماتيكي) لا يفر في شيء ويعيش هانئاً راضياً فرد عليّ بقوله "أنت على حق. لقد قلت في نفسي إني سأكون سعيداً لو أني كنت جاهلاً مثل جيراني العجائز. ومع ذلك فتلك سعادة لا أرعب فيها. وكان أثر رد البرهمي في نفسي أعظم من أي شيء مضى. وخلصت إلى أننا على الرغم من أننا قد نضفي على السعادة قيمة عظيمة، فإننا لا نزال نقدر قيمة أعظم.
ولكن بعد تأمل ناضج … لا أزال أرى هناك قدراً كبيراً من الجنون في إثار العقل على السعادة (١١٨).
[٨ - فولتير متعصب]
وفي حالة نفسية مماثلة لهذه كان بسكال قد اختار أن يخضع تفكيره الذي غلب عليه المنطق للكنيسة الكاثوليكية باعتبارها تنظيماً كان قد وجده بعد طول التجربة مزيجاً من التعليم والطقوس تساعد على الفضيلة والأخلاق القومية وتخفف من لوعة التساؤل والحزن. ولم يذهب فولتير في سن السبعينات بعيداً إلى هذا الحد، ولكنه سار مضطرباً لذهن في هذا الإتاه.
وبدأ بإن وطن النفس على قبول فكرة أن الدين، أي دين، أمر مرغوب فيه بصفة عامة. وحين سأله بزول (٢٩ ديسمبر ١٧٦٤) ألا ترى أن تكون هناك عبادة عامة؟ أجاب فولتير "نعم، من كل قلبي. فلنجتمع أربع