استطاعت برجنديا، بفضل موقعها على الجناح الشرقي لفرنسا حول ديجون، وبفضل السياسة الرشيدة لدوقاتها، أن تخرج من حرب المائة عام دون أن تصاب إلا قليلاً، حتى أصبحت أكثر البقاع ازدهاراً، في العالم المسيحي وراء الألب. ولما انقرضت الأسرة الدوقية البرجندية من آل كابيتان، وعادت الإمارة إلى التاج الفرنسي، منحها جون الثاني إلى رابع أبنائه فليب (١٣٦٣) مكافأة له على شجاعته في مقاطعة بواتييه. ولقد أحسن، فيليب الجسور، تدبير الأمور في برجنديا، إبان الإحدى والأربعين سنة التي لبثها دوق لبرجنديا، وكان زواجه سياسياً إلى حد كبير، حتى دخلتا في حكمه هانو وفلاندرز وأراتو وفرنش-كونته وأصبحت دوقية برجنديا التي كانت من الناحية الإصلاحية، ولاية فرنسية، دولة مستقلة، عنيت بالتجارة والصناعة الفلمنكيتين، ونعمت برعاية الآداب.
ومد جون الذي لا يخاف، سلطانه بواسطة شبكة دقيقة من المحالفات والدسائس، إلى نقطة الانفجار، وأحست فرنسا أنها لا بد أن تقاوم التحدي. وكان لويس، دوق أورليان، يحكم فرنسا نيابة عن أخيه المجنون شارل السادس، فعقد محالفة بين فرنسا والإمبراطورية الرومانية المقدسة، في خطة تقضي بالوقوف في وجه الدوق الذي لا يخاف إلى حد التهور. استأجر لويس جماعة من المغتالين قتلوا جون، فأعقب ذلك صراع عنيف